الجمعة، ديسمبر 28، 2007
آخر الكلام
الخميس، ديسمبر 27، 2007
مختارات من بينالي الأسكندرية
أخيراااا ،كنا هناك : في بينالي الأسكندرية الرابع و العشرين لدول البحر المتوسط في متحف الفنون الجميلة
و البينالي هو معرض دوري يُقام كل سنتين
Alessandra Giovannoni
ثِقَل اللوحة دوما يميل أكثر إلى جهة الشمال
قالت غادة أن دلالة اللون الأزرق غالبا احتياج شديد للآخرين
طالعت اللوحة لأجد انتظار صامت دون أمل
و استغناء متيقن عن الآخرين ، و يقينه أنهم لن يأتوا
كثرت الأعمال التي دُمج فيها تأثيرات الصوت ، الفيديو
غرفة الشجر و الفراش
ل كيتا إيوانيدو
Keta Ioanidou
من قبرص
و من اللوحات التي فتنتني على بساطتها و قلة عناصرها التشكيلية ، و استخدامها للون الواحد
جوردانا كوفاسيكGoldana Kovacic
كرواتيا
شعور بالعجز و اللافعل : الوحدة -- تغييب الملامح -- البعثرة -- الطمس بعد ذلك ،
هناك لوحات لا ترى فيها ما له أهمية حقيقية سوى إنعكاس صورتك على زجاجها : مجرد تجريب لتكنيكات و تنويعات جديدة ليس إلا .
غموض اللوحة و البحث عن المعنى فيها هو ما يمنع تواصلي معها ؟
على العكس تماما
فكثير من تلك اللوحات لا يفتقر إلى المعنى أو القصد المباشر ؛ كل ما عليك هو تتبع خيوطها و ربط عناصرها - كقطعة بازل يعمل عليها عقلك - ليس إلا ---
فهذه - في النهاية - لوحة لمكان ما يجمع بعض البيوت و المساجد كتعبير عن الروح المفقودة للحاضر
و تلك لوحة تعبر عن نزيف الإنسان في عصرٍ آلي ، بل ؛ عالم آلي يجد نفسه غريبا وسطه محاولا البحث عن طريقه الخاص خلاله - كما هو الحال في إحدى اللوحات الحاصلة على جائزة البينالي ل ريناتا لادوفيك
Renata Ladovic
من كرواتيا
أو -- أو -- إلخ
الفارق تستشعره عندما تجد نفسك في ذلك العالم السحري الذي تُدخلك إليه الألوان و الأشكال --- زخم يتكون فجأة و يأخذك في خضامه ، لتجد تلك اللوحة الساكنة أمامك و قد أخذتك في أعماقها و صرت جزءا منها ، منزلقاً مع شلالات مشاعرها ، واعيا بأحلامها و ضفافها البعيدة ---- تُمتعك الانزلاقة ، و تصل عيناك إلى البر الثابت المعتنق مبادئ الاستقرار و الأمان ، و حيرةٌ تدور داخلك بين جنتين متناقضتين تحمل كلٌ منهما آساها و فقدها الخاص -- أيُ الفقدين ستختار ؟
لوحة " أحلام المسفر Ahlam Lemseffer
من المغرب
هذا هو سحر الفن - أيا كان نوعه - و إن كان ليظهر بضوح في الفن التشكيلي : إثارة مشاعرك
كان أحدهم يقول أن الفن هو ذاك القادر على إثارة الدهشة -- أعجبتني الجملة رغم سخرية البعض منها
و أدرك الآن أن دهشة الفن الحقيقية لا تكمن في ذاك الانبهار أمام التكنيكات الحديثة الغريبة ، أو السؤال المتعجب : " عملها إزاي دي ؟ "
لكن دهشته تكمن في أنه يأخذك من يدك إلى أعماق ذاتك ، و ذوات الآخرين لتبحث فيها عن الإنسان : كينونته ، أحلامه ، مشاعره ، ضعفه و قوته ، آماله و مخاوفه ----
اللوحة ليست أبدا حبر رورشاخ تعتمد بما تثيره على من ينظر إليها و حالته النفسيه ، و ليست لعبة بازل تكد فيها عقلك - و إن كان استخدام العقل جزءا ضروريا من إدراك اللوحة و الاقتراب من عالمها - ، و ليست تكنيك محض لحاوي يدهشك بمهارته ، أو لمتذاكي يفرض عليك عضلاته
هناك - كالعادة - من ذاب في حضن الموروث - ،
و في حضن التقليد لآخرين أحيانا أخرى - هناك لوحة لفنان عربي تشبه إحدى لوحات صلاح طاهر جداااا دون تقديم جديد أو تحاور حتى معها - ،
و من ذاب في حضن التكنيك المختلف الجديد ؛
و قلة من استطاعوا دمج ذلك تحت سيطرة الشخصية المميزة و الرؤية المختلفة
الظاهرة اللافته للنظر هي كثرة من يقلقهم التعبير و توجيه المعنى على اختلاف جنسياتهم
و كأن وجودهم معكوسا للقصيدة البصرية التي تعتمد على التشكيل البصري للكلمات
فإذا بهم يحاولون إبداعا للوحات تشكل قصائدا
كما هو الحال مع لوحة الفرنسي جون بيير تانجي Jean Pierre Tanguy
المُسماه - على غير عادة اللوحات هنا - Private invetation
أو " دعوة خاصة "
بينما طغى على العمل النحتي المسمى ب " المدينة " قصيدة ل كفافي و جزء من الإنجيل مكتوبان على لوحتان كبيرتان مصاحبتان للتماثيل
و كما هي لوحات " محمد الرواس " التي ليست إلا لوحة واحدة مكررة ، و لا يختلف فيها سوى ما هو مكتوب عليها كالآتي :
قل لمن
يبكي على
رسم درس
واقفا ما
ضر لو
كان جلس
و للأسف لا أستطيع تقييم أو محاورة هذا العمل ، لأنه يتكون إضافة إلى ذلك ، من كرسي خيزران أمام شاشة تلفزيون - كان يجب أن يُفتح ، لاستكمال معرفة الانغماس في تجربته الفنية - ، و لكن للأسف كان الوقت قد أزف لإغلاق المتحف ، و طردنا منه :) بالعافية
*************************************
بالطبع ، الملاحظات الماضية كتبت كما هي أثناء تجوالي في البينالي في الثاني من ديسمبر 2007 - على وهمٍ مني باستكمال التفاصيل حين العودة ، لكن يبدو أن الحماس طائرٌ متعجل يطوق للطيران إلى الآفاق البعيدة ، و طفلٌ حساس يغضب و يترك البيت و يذهب إذا لم يجد إهتماما سريعا كافيا و استجابة وقتية -
************************أحب أن أضيف الآن أن البينالي كان يحتوي على معرض للوشم ، و هي عبارة عن صور فوتوغرافية أُخذت للأوشام الموجودة على أجساد المجرمين
فكلٌ منها يحكي عالما خاصا تماما ، و تفاصيل قد لا يفهمها إلا من هو من هذا العالم
********************
كان البينالي أيضا يحتوي على ركن خاص للأطفال و رسوماتهم
شعرت بالبهجة أمام تلك الرسومات و التماثيل الصلصالية التي كانت طفولية حقا
و بالدهشة أمام بضع لوحات قليلة رُسمت بشيء من نضج يقول أن هنا بذرة فنانين حقيقين و مبدعين على المدى البعيد
**********************
كالعادة ، لم يعدم البينالي وجود بعض الأعمال المباشرة تماما
كما هي لوحات أحد الفنانين الفلسطينين التي لن تخطيء جنسية صاحبها بمجرد نظرك إليها
فهاهو التعبير المعتاد المكرور عن القضية الفلسطينية برموز و أشكال واضحة
************************
أخذتني جوردانا كوفاسيك بتلك الطاقة التعبيرية عن الأنوثة المقهورة
، و لفتت نظرنا جميعا لوحات فنانة أخرى و هي تُعلن عن الأنوثة المكبوتة التي تصرخ طالبةً للتحقق
************************
هناك أعمالا لم أستطع رؤيتها للأسف :( نظرا لضيق الوقت
*******************
الصور صورتها كل من غادة الكاميليا ، نهى جمالنهى ، و غادة لديهن أيضا ما يتحدثن عنه بالنسبة للبينالي ، و لديهن صور أخرى ، و رؤى أخرى
ففي انتظار ما قد تكتبانه
*****************
ملحوظة أخيرة :
البينالي مستمر حتى الثامن من شهر يناير 2008
المكان : متحف الفنون الجميلة بالأسكندرية
الجمعة، ديسمبر 21، 2007
If I Just Smile
السبت، ديسمبر 15، 2007
و أنا مش عاشقة ضلمة ، و لا زَعّلت الضي
الخميس، ديسمبر 13، 2007
حمد لله ع السلامة
الأحد، ديسمبر 02، 2007
بينالي الأسكندرية الرابع والعشرون
بعد اتفاقات و مفاوضات طويلة و إصرار و عند و حاجات كتير كده
أخيراااا ،كنا هناك : في بينالي الأسكندرية الرابع و العشرين لدول البحر المتوسط في متحف الفنون الجميلة
لفت نظريبشدة لوحتيّ الفنانة الإيطالية إليساندرا جيوفانوني
Alessandra Giovannoni
ثِقَل اللوحة دوما في جهة الشمال
قالت غادة أن دلالة اللون الأزرق غالبا احتياج شديد للآخرين
طالعت اللوحة لأجد انتظار صامت دون أمل
و استغناء متيقن عن الآخرين ، و يقينه أنهم لن يأتوا
غرفة الشجر و الفراش
ل كيتا إيوانيدو
Keta Ioanidou
من قبرص
هناك لوحات لا ترى فيها ما له أهمية حقيقية سوى إنعكاس صورتك على زجاجها : مجرد تجريب لتكنيكات و تنويعات جديدة ليس إلا .
غموض اللوحة و البحث عن المعنى فيها هو ما يمنع تواصلي معها ؟
على العكس تماما
فكثير من تلك اللوحات لا يفتقر إلى المعنى أو القصد المباشر ؛ كل ما عليك هو تتبع خيوطها و ربط عناصرها - كقطعة بازل يعمل عليها عقلك - ليس إلا ---
و تلك لوحة تعبر عن نزيف الإنسان في عصرٍ آلي ، بل ؛ عالم آلي يجد نفسه غريبا وسطه محاولا البحث عن طريقه الخاص خلاله - كما هو الحال في إحدى اللوحات الحاصلة على جائزة البينالي ل ريناتا لادوفيك
Renata Ladovic
من كرواتيا
أو -- أو -- إلخ
من المغرب
هذا هو سحر الفن - أيا كان نوعه - و إن كان ليظهر بضوح في الفن التشكيلي : إثارة مشاعرك
كان أحدهم يقول أن الفن هو ذاك القادر على إثارة الدهشة -- أعجبتني الجملة رغم سخرية البعض منها
و أدرك الآن أن دهشة الفن الحقيقية لا تكمن في ذاك الانبهار أمام التكنيكات الحديثة الغريبة، أو السؤال المتعجب : " عملها إزاي دي ؟ "
لكن دهشته تكمن في أنه يأخذك من يدك إلى أعماق ذاتك، و ذوات الآخرين لتبحث فيها عن الإنسان : كينونته، أحلامه، مشاعره، ضعفه و قوته، آماله و مخاوفه ----
اللوحة ليست أبدا حبر رورشاخ تعتمد بما تثيره على من ينظر إليها وحالته النفسيه، وليست لعبة بازل تكد فيها عقلك - وإن كان استخدام العقل جزءا ضروريا من إدراك اللوحة و الاقتراب من عالمها - ، و ليست تكنيك محض لحاوي يدهشك بمهارته ، أو لمتذاكي يفرض عليك عضلاته
هناك - كالعادة - من ذاب في حضن الموروث - ،
و في حضن التقليد لآخرين أحيانا أخرى - هناك لوحة لفنان عربي تشبه إحدى لوحات صلاح طاهر جداااا دون تقديم جديد أو تحاور حتى معها - ،
ومن ذاب في حضن التكنيك المختلف الجديد ؛
وقلة من استطاعوا دمج ذلك تحت سيطرة الشخصية المميزة و الرؤية المختلفة.
الظاهرة اللافته للنظر هي كثرة من يقلقهم التعبير و توجيه المعنى على اختلاف جنسياتهم
و كأن وجودهم معكوسا للقصيدة البصرية التي تعتمد على التشكيل البصري للكلمات فإذا بهم يحاولون إبداعا للوحات تشكل قصائدا
كما هو الحال مع لوحة الفرنسي جون بيير تانجي Jean Pierre Tanguy
المُسماه - على غير عادة اللوحات هنا - Private invetation
أو " دعوة خاصة "
بينما طغى على العمل النحتي المسمى ب " المدينة " قصيدة ل كفافي و جزء من الإنجيل مكتوبان على لوحتان كبيرتان مصاحبتان للتماثيل
و كما هي لوحات " محمد الرواس " التي ليست إلا لوحة واحدة مكررة ، و لا يختلف فيها سوى ما هو مكتوب عليها كالآتي :
قل لمن
يبكي على
رسم درس
واقفا ما
ضر لو
كان جلس
و للأسف لا أستطيع تقييم أو محاورة هذا العمل ، لأنه يتكون إضافة إلى ذلك ، من كرسي خيزران أمام شاشة تلفزيون - كان يجب أن يُفتح، لاستكمال معرفة الانغماس في تجربته الفنية -، و لكن للأسف كان الوقت قد أزف لإغلاق المتحف، و طردنا منه :) بالعافية