الأحد، ديسمبر 02، 2007

بينالي الأسكندرية الرابع والعشرون


بعد اتفاقات و مفاوضات طويلة و إصرار و عند و حاجات كتير كده
أخيراااا ،كنا هناك : في بينالي الأسكندرية الرابع و العشرين لدول البحر المتوسط في متحف الفنون الجميلة




و البينالي هو معرض دوري يُقام كل سنتين


لفت نظريبشدة لوحتيّ الفنانة الإيطالية إليساندرا جيوفانوني
Alessandra Giovannoni
ثِقَل اللوحة دوما في جهة الشمال




قالت غادة أن دلالة اللون الأزرق غالبا احتياج شديد للآخرين
طالعت اللوحة لأجد انتظار صامت دون أمل
و استغناء متيقن عن الآخرين ، و يقينه أنهم لن يأتوا








غرفة الشجر و الفراش
ل كيتا إيوانيدو
Keta Ioanidou
من قبرص



كثرت الأعمال التي دُمج فيها تأثيرات الصوت ، الفيديو







جوردانا كوفاسيك
Goldana Kovacic


كرواتيا
شعور بالعجز و اللافعل : الوحدة -- تغييب الملامح -- البعثرة -- الطمس



هناك لوحات لا ترى فيها ما له أهمية حقيقية سوى إنعكاس صورتك على زجاجها : مجرد تجريب لتكنيكات و تنويعات جديدة ليس إلا .
غموض اللوحة و البحث عن المعنى فيها هو ما يمنع تواصلي معها ؟
على العكس تماما
فكثير من تلك اللوحات لا يفتقر إلى المعنى أو القصد المباشر ؛ كل ما عليك هو تتبع خيوطها و ربط عناصرها - كقطعة بازل يعمل عليها عقلك - ليس إلا ---

فهذه - في النهاية - لوحة لمكان ما يجمع بعض البيوت و المساجد كتعبير عن الروح المفقودة للحاضر

و تلك لوحة تعبر عن نزيف الإنسان في عصرٍ آلي ، بل ؛ عالم آلي يجد نفسه غريبا وسطه محاولا البحث عن طريقه الخاص خلاله - كما هو الحال في إحدى اللوحات الحاصلة على جائزة البينالي ل ريناتا لادوفيك
Renata Ladovic
من كرواتيا
أو -- أو -- إلخ



الفارق تستشعره عندما تجد نفسك في ذلك العالم السحري الذي تُدخلك إليه الألوان و الأشكال --- زخم يتكون فجأة و يأخذك في خضامه ، لتجد تلك اللوحة الساكنة أمامك و قد أخذتك في أعماقها و صرت جزءا منها ، منزلقاً مع شلالات مشاعرها ، واعيا بأحلامها و ضفافها البعيدة ---- تُمتعك الانزلاقة ، و تصل عيناك إلى البر الثابت المعتنق مبادئ الاستقرار و الأمان ، و حيرةٌ تدور داخلك بين جنتين متناقضتين تحمل كلٌ منهما آساها و فقدها الخاص -- أيُ الفقدين ستختار ؟


لوحة " أحلام المسفر Ahlam Lemseffer
من المغرب


هذا هو سحر الفن - أيا كان نوعه - و إن كان ليظهر بضوح في الفن التشكيلي : إثارة مشاعرك
كان أحدهم يقول أن الفن هو ذاك القادر على إثارة الدهشة -- أعجبتني الجملة رغم سخرية البعض منها
و أدرك الآن أن دهشة الفن الحقيقية لا تكمن في ذاك الانبهار أمام التكنيكات الحديثة الغريبة، أو السؤال المتعجب : " عملها إزاي دي ؟ "
لكن دهشته تكمن في أنه يأخذك من يدك إلى أعماق ذاتك، و ذوات الآخرين لتبحث فيها عن الإنسان : كينونته، أحلامه، مشاعره، ضعفه و قوته، آماله و مخاوفه ----
اللوحة ليست أبدا حبر رورشاخ تعتمد بما تثيره على من ينظر إليها وحالته النفسيه، وليست لعبة بازل تكد فيها عقلك - وإن كان استخدام العقل جزءا ضروريا من إدراك اللوحة و الاقتراب من عالمها - ، و ليست تكنيك محض لحاوي يدهشك بمهارته ، أو لمتذاكي يفرض عليك عضلاته

هناك - كالعادة - من ذاب في حضن الموروث - ،
و في حضن التقليد لآخرين أحيانا أخرى - هناك لوحة لفنان عربي تشبه إحدى لوحات صلاح طاهر جداااا دون تقديم جديد أو تحاور حتى معها - ،
ومن ذاب في حضن التكنيك المختلف الجديد ؛
وقلة من استطاعوا دمج ذلك تحت سيطرة الشخصية المميزة و الرؤية المختلفة.

الظاهرة اللافته للنظر هي كثرة من يقلقهم التعبير و توجيه المعنى على اختلاف جنسياتهم
و كأن وجودهم معكوسا للقصيدة البصرية التي تعتمد على التشكيل البصري للكلمات فإذا بهم يحاولون إبداعا للوحات تشكل قصائدا
كما هو الحال مع لوحة الفرنسي جون بيير تانجي Jean Pierre Tanguy
المُسماه - على غير عادة اللوحات هنا - Private invetation
أو " دعوة خاصة "
بينما طغى على العمل النحتي المسمى ب " المدينة " قصيدة ل كفافي و جزء من الإنجيل مكتوبان على لوحتان كبيرتان مصاحبتان للتماثيل


و كما هي لوحات " محمد الرواس " التي ليست إلا لوحة واحدة مكررة ، و لا يختلف فيها سوى ما هو مكتوب عليها كالآتي :
قل لمن
يبكي على
رسم درس
واقفا ما
ضر لو
كان جلس
و للأسف لا أستطيع تقييم أو محاورة هذا العمل ، لأنه يتكون إضافة إلى ذلك ، من كرسي خيزران أمام شاشة تلفزيون - كان يجب أن يُفتح، لاستكمال معرفة الانغماس في تجربته الفنية -، و لكن للأسف كان الوقت قد أزف لإغلاق المتحف، و طردنا منه :) بالعافية


2 ديسمبر 2007

ليست هناك تعليقات: