!!!!
في أوقات عقلانيتي الشديدة كنتُ أتغنى بإنطلاق مع " الساهر " بهذه الأغنية المرحة التي لا تعني بكلماتها الماكرة خفيفة الظل ، و لحنها السريع المتحرر سوى تحرر صاحبها تماما من ذلك الداء ، و رثاؤه المستعلي على غيره ( المساكين ) ممن يحملونه : داء الحب !!!
قديما كنتُ أغني معه ، و أنا أعتقد أن ( الناس ) لا تحب بإخلاص ربما ، أو أنهم يحبون ( معايشة الدور ) لا أكثر ، أو أنهم لا يحبون بالطريقة السليمة التي ( بالتأكيد ) سأحاول الوصول إليها عندما أحب !
أما الآن ، فإذا غنيت معه ، فأغني و أنا أكثر فهما و تعاطفا ، فلقد أدركتُ أن ( الدور ) كبير حقا و صعب و معقد ، و لن يستطيع إتقانه أي شخص
!
--------------------
عندما اقتربتُ قليلا منه فيما مضى / الحب/ ، وجدتُ شيئا آخر تماما غير ذلك الذي تتحدث الأغاني و الأفلام و المسلسلات عنه
وجدتُ شيئا أعمق و أكثر أهمية في الواقع
و هو ما جعلني - قريبا - أتفهم تلك المكانة التي نوجهها كجنس بشري نحو هذه المشاعر حتى و إن بدونا ظاهريا عقلانيين أو متحفظين بشأنها
ذلك الشيء هو تلك " الحساسية" لتي يكسبنا إياها الحب
فالحب هو العلامة التي تقول لنا أننا نستحق ، و أننا جديرون حقا بلفت الانتباه ، و بالحياة ، لأن هناك من أحبنا بالفعل ؛ إذن فهناك ما يقول لنا أننا جيدين ، بل ، و مميزين
و من ناحية أخرى ، فالحب هو تلك المرآة التي نرى فيها ذاتنا ، و تعكس لنا عيوبنا و نقائصنا
فترى صورة ذاتك في أي كلمة أو تصرف يصدرهما الطرف الآخر ، فتشعر بالسعادة حينا ، و بالكآبة و الوحدة و الرفض أحيانا أخرى
و ذلك التصرف أو الكلمة - البسيطين جدا - يبدأن ببساطة في إستدعاء تلك المشاعر و الخبرات التي صاحبتك منذ الطفولة
فكلمة لوم أو انتقاد واحدة تستدعي الخبرات المشابهه المخزونة لتعضدها في منح الشعور بالرفض و الاستياء
التوقف عن إبداء الاهتمام ، أو عن المشاركة ، و لو لوقت ما ، يستدعيان كل المواقف المشابهه التي شعر المرء فيها من قبل بالهجر و عدم الأمان
و كأن كلٌ منا يأخذه شريكه دون أن يدري إلى تلك اللحظة التي كان متروكا فيها تحت المنضدة يبكي دون أن يهتم أحد به أو يعيره انتباها
أو إلى تلك اللحظة التي شعر فيها بالإهانة و الضعف و قلة الحيلة عندما تحلق بعض الصبية حوله و أوسعوه ضربا
و بالتالي ، يعني هذا تقويض ذلك الشعور الرائع الذي يمنحه إيانا الحب عند بدايته : أننا نستحق !
و هذا بدوره قد يدفع المرء إلى سلوك عدواني غير مبرر تجاه الطرف الآخر ليسحب منه هو أيضا الشعور بالأمن و الاستحقاق
و ندور في حلقة مغلقة .... و
( حرقة أعصاب و مشاكل تحرق اليابس و الأخضر )
******************
المشهدين
من فيلم
The Eternal Sunshine of the Spotless Mind
The Eternal Sunshine of the Spotless Mind
هناك تعليقان (2):
شغف
زياراتي الاولي لجناب مدونتك الثرية
وكأن الهامش النزول الي الأرض يلقي بالافكار نحو الأرض ...الأرض تلك التي منها خلقنا واليها نعود في أستدعاء لمعني الطبيعة التي ربما أورثت الجنس البشري الغرائز عبر مسيرة تطوره الاجتماعي لتنظيم علاقته مع الأخر الامر الذي ربما من أجله أخترعت اللغة كوسيلة اتصال ذكية
غريزة الموت و النزول الي الارض عند البعض كفرويد هي غريزة داخلية ربما تنشأ من علم الانسان أنه كائن متناهي...مهما طال يع االعمر فانه يتجه نحو الفناء يوماً ما ... وغريزة الحياة كثقل قد يعيد انضباط ميزان السلوك البشري بينها وبين غريزة الموت ... انها تلك الغريزة التي ربما شاركت الطبيعة بالنصيب الاعظم في توجيهها . وأعتقد أن أسمي وسائل الطبيعة في توجيه غريزة الحياة هي الحب.....ربما قد جاءت بالمعني الصميم عباراتك الثرية...فالحب هو العلامة التي تقول لنا أننا نستحق ...والحب هو الذي يجعلنا نشعر أننا جديرون حقا بلفت الانتباه ، و بالحياة ، لأن هناك من أحبنا بالفعل ...
ولكن هل تقويض ذلك الشعور الرائع الذي يمنحه إيانا الحب عند بدايته : أننا نستحق ! حتماً يودي الي سلوك عدواني تجاه الطرف الأخر...أراكي قد سبقت بالاجابة ب " قد " الاحتمالية فربما حدث السيناريو الأفضل وحاول الانسان عند تقويض غريزة الحياة لديه التي نمت من شعوره بأنه لم يعد محبوباً ممن حوله...حاول أن يستدعي أفكاره الأيجابية لأكتساب مشاعر حب جديدة عبر تعديل علاقة ما بأراردته أو يناء شبكة علاقات اجتماعية جديدة تعطي لوجوده الفاني المتناهي معني
سعدت بالمرور علي مدونتك يا شغف
تحباتي وأحترامي
أيمن الجندي/
دعنا نعود أولا لنفس النقطة التي سبق و تحدثت عنها :
الحب لعبة ... غير واعية
كما هي الحياة
و بالتالي فسوء السيناريو أو تحسنه لا قواعد له
فهو خاضع لشخصية كل فرد و ظروفه ، و ( عقده الدفينة ) التي تحدد ما يعني موتا أو حياةً بالنسبة له
و خاضع كذلك لمدى وعي / عدم وعي الفرد باللعبة و قواعدها ، و قدرته بالتالي على هذا الاستدعاء الإيجابي و التحويل الإيجابي لمسار العلاقة الذي تتحدث عنه ، من عدمه
تعليقك أضاف كثيرا للبوست
شكرا
إرسال تعليق