عزيزي :
و أنا أعيد قراءة كتاب " النساء من الزهرة ، الرجال من المريخ " ، وجدتني أفكر من جديد في تلك التجربة المجهضة التي مررتُ بها منذ عدة سنوات ... و فكرت أن أخبرك ....بالأحرى : أن أعترف لك : كم كنت غبية ، ساذجة ، أنانية ، و جارحة ...
أعترف أني أمتلك القدرة على الإيذاء – دون أن أعرف – و أني آذيته كثيرا ، و بعمق ...
ربما جهلي وقتها هو عذري الوحيد الحائل بيني و بين الندم ... و إن كنتُ أشعر بالإشفاق تجاه تلك التجارب التي نتعلم فيها على حساب آخرين ...
هو شيءٌ غريبٌ جدا – مع ذلك – أن تظل على قناعتك بأنك أنت المظلوم المجروح المثقل بالطعنات لوقتٍ طويل من الوقت ، ثم يأتي شيءٌ بسيط جدا – كقراءة كتاب – ليهد لك كل تصوراتك عن الأشياء ... عن الأخرين ... و عن نفسك أيضا ...
هذا الإدراك اقتحمني منذ حوالي السنتين : عند القراءة الأولى للكتاب .. و لم أدر وقتها ماذا يمكنني أن أفعل ...
فلوقتٍ طويل كان يأتيني في الحلم بشكل شبه دوري : مُتعب ، مُثقل ، أو مريض ... أو آخرون يتتبعوني قائلين أنه في حاجة إليّ ... كنت أدير عنهم وجهي ، و أشعر برغبتي في الابتعاد ... كنت أشعر بعجزي في الحلم ، فليس ثمة شيء أستطيع فعله ... و كنت أقوم من النوم في حيرة : لماذا يأتيني في الحلم ؟ ألم ينته الأمر ؟
بعد الكتاب ، كل هذا تبدل مرة واحدة : فصارت أحلامي هي محاولة مني لتتبعه و اللحاق به : فقط ... أريد أن أقول له أني آسفه ... أني آذيته دون أن أدرك هذا ، و قد كنت أظن أن العكس فقط هو الواقع ...
فكرتُ وقتها أن أحادثه لأعتذر له عن كل ما حدث : عن أني لم أثق به كفاية في حين كان يستحق ذلك - ، لم أعترف به و أتقبله حينما كان ينبغي عليّ ذلك ، أني أفزعت حصانه ، و جردته من سيفه ، ثم أعلنت أنه ليس لي فارسا ً ، أني لم أكن واضحة كفاية ، و لم أغضب و أتشاجر معه حتى تجاه ما كان يضايقني ، و اعتبرتها جرحا ً للكرامة لو حدثته عن ما يضايقني مفترضة منه أن يفهم وحده ، أو أن التلميح وحده يكفي و يزيد ...
فكرتُ جديا في الاعتذار و إعادة الاعتبار له ، لكني تراجعت ُ في اللحظة الأخيرة : خفت أن أعيد فتح جرحه من جديد بسذاجتي المعهودة و أنا أدعي مداواته ... خفت من أن أذكره بما نجح في تناسيه ... خفت من أن أؤذيه مرة أخرى ... فتراجعت ، و كل ما صرتُ آمله حقا و بصدق هو أن يحب من جديد أخرى أكثر ذكاءا و حساسية و حكمة تستطيع إجتثاث مرارة تجربتي منه ...
كما أعرف أني أورثته المرارة ، أدرك أني أُرِثتُ معرفةً و ثقة و قوة ...
كان مذهلا ً حقا أن أقولها أمام أبي ، و أمي ، و ذلك الشخص الذي كان يحاول اقترابا : أحببتُ من قبل ، و أعرف ما الذي يعنيه هذا ، و لست مستعدة للارتباط دون حب ...
كنت أنظر لوجه ذلك القادم بثقة و أنا أقولها و أقول له أنه يعرف ذلك .... تهرب من المعرفة ، فأعدت الجملة كجملة إخبارية .... قال : " لا أعرف شيئا ، و لا أريد معرفة شيء " ، فهمس "محمود درويش " داخلي : " و خوفُ الغزاة من الذكريات "
و جئتَ أنت ببالي جدا ، و أنا أعرف أننا سنتبادل تفاصيل حياتينا و تجاربنا دون خجل أو خوف من المعرفة أو شعور بالتهديد من الماضي و أطيافه ، بل ؛ بتقدير و إمتنان لكل ما مر بنا و ساهم في تغييرنا و تشكيلنا من جديد ، و مواجهتنا لأنفسنا ... و ليس ثمة ما يمكنه فعل ذلك قدر الاقتراب من آخر ..
و أنا أعيد قراءة كتاب " النساء من الزهرة ، الرجال من المريخ " ، وجدتني أفكر من جديد في تلك التجربة المجهضة التي مررتُ بها منذ عدة سنوات ... و فكرت أن أخبرك ....بالأحرى : أن أعترف لك : كم كنت غبية ، ساذجة ، أنانية ، و جارحة ...
أعترف أني أمتلك القدرة على الإيذاء – دون أن أعرف – و أني آذيته كثيرا ، و بعمق ...
ربما جهلي وقتها هو عذري الوحيد الحائل بيني و بين الندم ... و إن كنتُ أشعر بالإشفاق تجاه تلك التجارب التي نتعلم فيها على حساب آخرين ...
هو شيءٌ غريبٌ جدا – مع ذلك – أن تظل على قناعتك بأنك أنت المظلوم المجروح المثقل بالطعنات لوقتٍ طويل من الوقت ، ثم يأتي شيءٌ بسيط جدا – كقراءة كتاب – ليهد لك كل تصوراتك عن الأشياء ... عن الأخرين ... و عن نفسك أيضا ...
هذا الإدراك اقتحمني منذ حوالي السنتين : عند القراءة الأولى للكتاب .. و لم أدر وقتها ماذا يمكنني أن أفعل ...
فلوقتٍ طويل كان يأتيني في الحلم بشكل شبه دوري : مُتعب ، مُثقل ، أو مريض ... أو آخرون يتتبعوني قائلين أنه في حاجة إليّ ... كنت أدير عنهم وجهي ، و أشعر برغبتي في الابتعاد ... كنت أشعر بعجزي في الحلم ، فليس ثمة شيء أستطيع فعله ... و كنت أقوم من النوم في حيرة : لماذا يأتيني في الحلم ؟ ألم ينته الأمر ؟
بعد الكتاب ، كل هذا تبدل مرة واحدة : فصارت أحلامي هي محاولة مني لتتبعه و اللحاق به : فقط ... أريد أن أقول له أني آسفه ... أني آذيته دون أن أدرك هذا ، و قد كنت أظن أن العكس فقط هو الواقع ...
فكرتُ وقتها أن أحادثه لأعتذر له عن كل ما حدث : عن أني لم أثق به كفاية في حين كان يستحق ذلك - ، لم أعترف به و أتقبله حينما كان ينبغي عليّ ذلك ، أني أفزعت حصانه ، و جردته من سيفه ، ثم أعلنت أنه ليس لي فارسا ً ، أني لم أكن واضحة كفاية ، و لم أغضب و أتشاجر معه حتى تجاه ما كان يضايقني ، و اعتبرتها جرحا ً للكرامة لو حدثته عن ما يضايقني مفترضة منه أن يفهم وحده ، أو أن التلميح وحده يكفي و يزيد ...
فكرتُ جديا في الاعتذار و إعادة الاعتبار له ، لكني تراجعت ُ في اللحظة الأخيرة : خفت أن أعيد فتح جرحه من جديد بسذاجتي المعهودة و أنا أدعي مداواته ... خفت من أن أذكره بما نجح في تناسيه ... خفت من أن أؤذيه مرة أخرى ... فتراجعت ، و كل ما صرتُ آمله حقا و بصدق هو أن يحب من جديد أخرى أكثر ذكاءا و حساسية و حكمة تستطيع إجتثاث مرارة تجربتي منه ...
كما أعرف أني أورثته المرارة ، أدرك أني أُرِثتُ معرفةً و ثقة و قوة ...
كان مذهلا ً حقا أن أقولها أمام أبي ، و أمي ، و ذلك الشخص الذي كان يحاول اقترابا : أحببتُ من قبل ، و أعرف ما الذي يعنيه هذا ، و لست مستعدة للارتباط دون حب ...
كنت أنظر لوجه ذلك القادم بثقة و أنا أقولها و أقول له أنه يعرف ذلك .... تهرب من المعرفة ، فأعدت الجملة كجملة إخبارية .... قال : " لا أعرف شيئا ، و لا أريد معرفة شيء " ، فهمس "محمود درويش " داخلي : " و خوفُ الغزاة من الذكريات "
و جئتَ أنت ببالي جدا ، و أنا أعرف أننا سنتبادل تفاصيل حياتينا و تجاربنا دون خجل أو خوف من المعرفة أو شعور بالتهديد من الماضي و أطيافه ، بل ؛ بتقدير و إمتنان لكل ما مر بنا و ساهم في تغييرنا و تشكيلنا من جديد ، و مواجهتنا لأنفسنا ... و ليس ثمة ما يمكنه فعل ذلك قدر الاقتراب من آخر ..
أتوق للقياك
سلام
الجمعة 20/ 2/ 2009
5:30 م