السبت، فبراير 14، 2009

إلى حبيبي الذي لم أعرفه بعد 6


عزيزي :

آملتُ أن تمطر السماء اليوم مع هذا البرد النسبي ، و مع الغيوم التي تملأها ... عادت أختي من درسها لتذكر أن السماء قد أدمعت قليلا ... ارتديتُ ملابسي و خرجت لتجابهني خيبة الأمل : فليس ثمة قطرة واحدة أجدها ، و الأكثر ... الجو يفقد برودته لحظة بعد أخرى ...
لكني لا أعتقد أن هذا هو سبب أساسي في الشعور بالانهيا ر الذي أصابني بعدها ، و أنا أحادث بعضا ً من معارفي على الشات ... وجدتني أشكو لاثنين منهما ... و أدمع ... نعم بكيت – رغما عني - ، و حمدت الله أن السايبر الذي أجلس به خالٍ ، و أن صاحبه يجلس في الدكان المجاور ... و حمدتُ الله كذلك أن هذا لم يحدث بالبيت ...
لا أحب الشكوى ... و الأكثر ... أني أشعر بالشفقة على من أحدثه بعدما أنتهي ، لأني أتركه في حيرة و شعور بالعجز ، و هو لا يعرف كيف يتصرف أو ماذا يقول ...
و أشعر بالضيق بعدها و الشعور بالابتذال : ليس لأنني أشكو ... و لكن لأني أشكو لمن أعرف جيدا أنه لا مساعدة هناك يمكنني أن أجدها منهم : ببساطة لأنهم لا يفهمون تركيبتي ، و لا يعرفون أزراري الخفية التي يمكنها إعادة معنوياتي المرتفعة ...
و ربما لم أكن في حاجة سوى للحديث و البكاء لا غير ... و هذان ليسا بالقليل ، و ربما لهذا ذاته أشعر بالضيق ، فهي لحظات لها من الخصوصية و الحميمية – حتى و لو كانت بسبب أشياء عامة كالعمل و عدم تحقق الذات - ما يجعلها غير قابلة للمشاركة مع أي شخص ...
و أعرف جيدا أنني كلما حاولت مشاركتها ، كلما شعرت بالضيق و بإزدياد العبء داخلي لا تخففه ...
هل هذا كله بديل عن أن أقول أني أحتاجك جدا ؟ .... لا أعتقد .
صباح هذا اليوم ، خطر ببالي أنه ينبغي لي " التعقل " قليلا ً ... و الكف عن الكتابة لك ، فـ ( الحالة ) قد خفت حدتها معي ، و يمكنني الآن إسكات " فيروز" ، و إستعادة جديتي و عقلانيتي ، و الكتابة عن أي شيء في الدنيا إلاك .... فما أنتَ سوى وهمٍ صنعته لأتسلى به .... آسفة ، هكذا كان عقلي يردد..
لكني الآن أدرك بيقين أنك قادم لا محالة ... أعرف ذلك ... فجأة وجدتني أسرد لنفسي أشياءا ً كثيرة كان لديّ الحدس بها و تحققت ... أو تمنيتها و تحققت : قطعة الأرض المهجورة بقمامتها على شاطيء " بحر مويس" التي تحولت لمشتل يملأوه الزهور و الخضرة .... الطرق الجديدة التي سرتُ فيها ، فإذا بي و كأني أشق طرقاً للأحداث أن تمضي فيها ... و أشياء أخرى لا مجال لذكرها الآن ...
في بعض الأحيان ، أشعر و كأني ساحرة : أشير على البعد بعصاي للأشياء و الأحداث ، فتتشكل كما أريد .... فقط هو نوعٌ غريب من السحر يأخذ الكثير جدا من الوقت قبل أن يتحقق ... فأنا لستُ ساحرة " سندريلا" التي بدلت حالها في التو و اللحظة ، و حولت الفئران لأحصنة ، و اليقطينة لعربة ...
أنا سحري يأخذ الكثير من الوقت ليتحقق : كذلك السحر الذي أنام الأميرة مائة عام ، و جمد المملكة كلها في الزمن ... إلى أن أتاها الأمير المنتظر ليفك السحر عنها و عن المملكة بأسرها ...
أمثلتي تجلب لي قدرا من كآبة : فلربما أتيتَ أنتَ بعد مائة عامٍ حقا بعد أن أكون قد طواني النسيان - و ( حدوتة ) وجودي لا يصلح فيها تجميد الزمن أو إيقافه- ... هل هذا ممكن ؟
لا أعرف سوى أن " الزمن" فكرة غامضة و مُربكة لأقصى درجة بالنسبة لي ...
ألقاكَ عما قريب - أتمنى -
سلام

الثلاثاء 10/ 2/ 2009
11:30 ليلا
ً

هناك 3 تعليقات:

بنت القمر يقول...

لا شيئ اضيفه الا التمنيات والتحيات
ان يجي الهوا سوا ويتحقق السحر في وقت مناسب:))

عوليس يقول...

شكرا ياسمين إمام
لم أقرأ شيىء بهذه النداوة والعذوبة من فترة طويلة
ولي تعليق أخر فيما بعد إن شاء الله

د وفاء صلاح يقول...

كنت قد قررت أن أكتفي بالاستمتاع بحديثك عن الذي سيأتي..و ألا أتدخل كيلا أعكر صفو بحيرة الفكر الشفاف تلك.. لكني الليلة أريد فقط أن أقول أنني أيضاً أعرف أنه سيأتي...و أعتقد أنه في اللحظة التي يكون لدينا اليقين الحقيقي بوجود هذا الآخر..في هذه اللحظة سنكون مهيئين للقياه...و سيأتي