حاول أن يحتفظ بمسافةٍ كافية بينهما ..... أن يتحدث ، يبتسم ، ينشغل بتفصيلة ما هنا أو هناك إلا أن يلاقي عينيها
لم يكن لديها سوى صمتٍ مُحبَط لترد به
و لم تفعل كالأيام الخوالي : فترفع رأسها لتمعن في عينيه بشجنهما الذي تعشق ، و لمعة الحياة المطلة برأسها من شقوق ذلك الشجن ... ثم ، يطيلان النظر إلى أعين كل منهما الآخر في لعبة نفس طويل فيما بينهما ... تتسلل الابتسامات ، حركات الوجه الطفولية تلك أحيانا .. ثم ، قبلة طويلة يندهشان لاختلاف طريقتها كل مرة
كفا عن لعبة تبادل النظرات لفترة طويلة ذات مساء شتوي دفيء . كان الأمر شديد الجدية تلك الليلة ، لم يحاول أحدهما الإتيان بحركة ما بوجهه أو إفلات إبتسامةٍ ما ... استطابا الرحيل في عيني كل منهما الآخر
و لم تشعر سوى بالدموع تغرقها ... كان مؤلما .. جميلا جمالا لا يحتمل و قاسٍ في ألمه ذلك التماس بين روحيهما . شعرت و كأنها قد رحلت حقا و تركت جسدها لتسكن مع روحه في جسده هو
يومها ، و على الرغم من عقلانيته الزائدة ، إلا أنه استوعب الأمر ... جرى إليها ، غطى عينيها بيده و أخذها من يدها إلى الغرفة ... أنامها و أحكم حولها الغطاء
جلس إلى جوارها و أخذ يهدهد عليها إلى أن نامت
لم يقبلها تلك الليلة و لم يقترب منها ، ظل في الشرفة في ساعات الليل الباردة يدخن و هو شارد ، و به ألم لا يدري له سببا
ظلت يومين تتجنب لحظة دخوله إلى المنزل ، قل كلامهما ، و كاد أن يختفي مزاحهما ، و شعر و كأنها تحولت إلى كيان مقدس لا ينبغي له الاقتراب منه ... بل ؛ مر اليومان بعزوف حقيقي من كلاهما عن تلك الحياة الحميمية التي تجمعهما في الليل غالبا
و حين بدأت الأمور تعود إلى طبيعتها ، كفا عن اللعبة ، و اتفقا ضمنيا أنها أكبر منهما ، و اكتفيا بنظرة قصيرة نسبيا مختلطة بابتسامة شغوف حينا ، متشوقة حينا ، حنينية حينا ، و ماكرة حينا ... يبدأن بعدها مباشرة طقوسهما المعتادة / المتجددة
---------------------------------------------------------
" كده ممكن تبردي "... معتذرا ، مواجها ، مستعيدا لاتزانه كان صوته
ثم لفتها إليه ... لم تكن عيناها تستطيعان لوما أو عتبا له ، لكنه الألم .. مختلطا بنظرة استعطاف ربما خلف الدموع التي ملأت عينيها
حاول أن يضمها ... ابتعدت نفس المسافة التي كان يحاول الإبقاء عليها عندما دخل ... تلك المسافة التي تضمن عدم وصول رائحة الكحول إليها
" طب اتكلمي طيب "
" لوميني حتى و بلاش الألم اللي في عنيكي ده "
" أنا مش مدمن خمرة يعني ، ده مجرد كاس "
زادت دموعها و هي منكسة الرأس
-------------------------------------------------------------
دُهش معظم المعارف ، الأصحاب ، و الجيران من الخبر
فالعلاقة المميزة جدا فيما بينهما عندما وُجدت كان ذلك مفاجأة صادمة و غير منطقية للجميع و بخاصة عندما تحولت ارتباطا موثقا
و مثل تلك النوادر عندما تحدث ، يكاد المرء أن يجزم بعدها أنه من المستحيل أن تنفك عراها ،
بينما أكدت إحدى الجارات أن الزوجة لابد و أن أتت بفاحشة مبينة ، و من شهامة الزوج أن ابتعد عن الفضائح و اكتفى بتطليقها ، و روت تفاصيل انكسارتها أمامه في الشرفة و وجهه الهاديء الرصين و هو يحدثها
و خمن البعض أنه قد ظهرت أخرى في أفق حياته ، أو أنه قد عاد لاحدى أخرياته السابقات
أما هي ، فانغمست في صلاتها و قراءتها ، و اعتدت ألمها في فراقه عقابا لها على إشارتها الخضراء لحبه و هي تعرف جيدا أن حياتيهما متوازيان لا يلتقيان
هناك 10 تعليقات:
بجد روعه حرام عليكى انا كنت هعيط
بس ليه دايما بيحصل كده
بجد ربنا ليه حكم
اللهم انى اسألك السكينه فى كنفك والمشقه فى بعدك
انا اسفه انى علقت بالشكل ده بس بجد عشتها لدرجة انى معرفتش اقول غير كده
كروان
انا مبسوط لاني ما قريتش ليكي من زمان بس مش عارف شامم ريحة افلام عربي في آخر القصة ليه؟
اقولك حاجه ممكن يحصل او بمعنى ادق بيحصل الحكايه حنينه اوى والالفه جميله
....................
قولوا لطيري اللي سارح
عشه ما بين الجوانح
................
بس للأسف النهايه قاسيه أوى
جميل بجد
واقعية .. جدااااااااااا
: غادة الكاميليا ، كروان ، فنجان قهوة
أسعدني انها وصلتكم و انكم حسيتم بيها
هوميروس:
يااااااااااه
حمد الله ع السلامة أولا
أما ثانيا ، فياريت تحدد بالظبط الجزء اللي فكرك بالريحة دي
مع ان بيتهيألي نهاية الأفلام العربي عمرها ما بتكون بفراق يعني
نهايته ، مستنية توضيح
تفتكر ايه ممكن يكونوا طيب غير المتوازيان - ده بما انهم التقيا فعلا ؟
و بالنسبة ل حتما دي ، اشمعنى حتمتها يعني؟
عموما البقية في ذهن المخرج ، اللي هوه الجمهور اللي بيكمل العمل ... و لو انت شايفها كده ، يبقى خلاص يا سيادة المخرج تبقى كده
هو مش شرط النهاية السعيدة في كل الافلام بس اللي انا اقصده هي فكرة الشائعة اللي اتكررت كتير في الافلام
هوميروس
فهمت قصدك
معاك على فكرة
sword
طيب
هناك ارتباط مبهم بينهما ، كان بالإمكان لو أن كل منهما مشى نصف المسافة للآخر لكان للقصة منحى آخر
ولكن
يبدو ان هناك في اعماق كل منهما شخص آخر
ربما
إرسال تعليق