بأبص لي كتير اليومين دول و أقول لي :
" يااااه يا بنت انتي ، اتغيرتي كتييييييير قوي "
فعلا ، أنا مش نفس البنت اللي كنتها من سنة ، أو اتنين ، أو خمس سنين
السنة دي من أول ما بدأت ، و أنا حاسة بإنها مختلفة جدا
أو بإني أكثر إختلافا فيها عن أي وقت تاني
كنت ناوية أحضر لنفسي هدية مميزة جدا في عيد ميلادي الذهبي في الحياة :)
بس وقتها انشغلت جدااا ، و ما نفعش اللي كنت مخططاله ، و إن كان يوميها كان مقدر له إنه يبقى يوم مميز جدا برضة
بس أنا لسه عند وعدي ، و قررت إن ممكن الهدية تكون دلوقتي حتى لو فات أكتر من شهرين على المناسبة يعني
و فعلا اليومين دول شغالة في الإعداد فيها : الهدية المميزة جدا
و اللي عمرها ما هاتكون أحلى من إنها تكون
" A butterfly effect "
فاكرين الفيلم ده ؟
" The Butterfly Effect "
?
لما شفته في مرة من المرات ، خطر على بالي إني ممكن أمارس نفس الهبة اللي كانت عند البطل
إني أرجع للماضي بعقلي ، أعيش في لحظاته الفاصلة و اللي كانت طريق تحويلي لطرق تانية ، و أغير فيها بشكل ما ، و أمارس الحياة بأشكالها التانية اللي كان ممكن إنها تتواجد
و كنت مأجلة الفكرة لوقت أفضى فيه
بس اللي اكتشفته إني تقريبا بعد تاني مرة أشوف فيها الفيلم من حوالي سنة تقريبا ، و أنا مارست ده فعلا مع نفسي
و رجعت لورا قوي
لأيام إبتدائي يمكن ، و لقبل كده كمان
و غيرت حاجات بسيطة فرقت طول حياتي في إحساسي بنفسي و رؤيتي ليها و لعيلتي و للناس من حواليا
كنت بأحاول أسيب تنفيذ الفكرة دي لوقت أمارسها فيه بتوسع ، و أغير فيها حاجات كتير قوي
بس إلحاحها عليا غيرني جدا و أنا بأمارسها بتلقائية على فترات
بس كله كان مركز على اللحظات دي و أنا لسه صغيرة قوي ....
الاختيارات التانية اللي الواحد عملها عن وعي
/ كان وراه طبعا أوضة ضلمة مقفولة بتصدر رغباتها و أوامرها ليه اللي مش شرط أبدا تكون منطقية / كان لازم أقف قدامها من تاني ، من أول أيام اختيار طريق لحياتي و أنا لسه في ثانوي ، للناس اللي قربت منهم و الناس اللي بعدت عنهم ، للحاجات اللي تمسكت بيها ، و الحاجات اللي افتعلت قربي ليها ، و الحاجات اللي ما كانتش في حياتي و كان لازم تدخلها ، و الحاجات اللي لو كنت عرفتها في وقتها كان ممكن تغير من حاجات فاتت
أبدا عمري ما ندمت على حاجة فاتت
و المسألة مش مسألة اجترار للي فات
لأ ... فعلا محاولة لتغييره للأحسن
أقلب في مذكراتي ، و أعيش اللحظات دي من تاني ، و أغير فيها
أعيش فيها بجد زي ما البطل ما عمل ... أنقل نفسي لنفس اللحظة بكل كياني و بكل وجودها ، و أغير م اللي حصل
بأقدر أعمل كده على فكرة
يمكن الفرق إن الحياة بشكلها اللي أعرفه و مصائرها الموجودة دلوقتي بتفضل زي ما هيه و مش بتتغير زي ما كان في الفيلم
بس فعلا ده مش له أهمية في ذاته بالنسبة لي ، يعني أنا شخصيا راضية جدااا عن حياتي دلوقتي
بس اللي يفرق هوه إني أغير من محتوى إحساسي بالنسبة لحاجات معينة و أقدر أواجهها من تاني ، و لو هاقابلها من تاني في المستقبل فهأقدر أتعامل معاها أحسن
أقدر أكتشف اللي جوايا أكتر ، و كنت فين و بقيت فين و عاوزة أكون فين بعد كده
ساعات بأقول إن لو فيه حاجات معينة كانت حصلت بشكل معين أو اتغيرت بشكل معين ، كان ممكن حياتي تتغير جداا ، و أكون أنا حد تاني في ظروف تانية
و لأني مؤمنة بإن نادرة قوي الحاجات اللي كانت تنفع زمان و ما عادش تنفع دلوقتي
و إن الواحد ممكن يعمل أي حاجة فعلا ، و يحول طريق حياته للمجرى اللي هوه عاوزه
فلازم أرجع لنقطة " اللي كنت عاوزاه " و مش اتحقق أو مش مشيت في الطريق الصح ليه ، و ياترى كانت رغبات حقيقية و لا أمنيات مالهاش علاقة بيا
المثير جدا هوه إني لما بدأت أقلب فعلا في مذكراتي اللي موجوده من 12 سنة تقريبا / نتيجة لإني حرقت اللي كان قبل كده من كام سنة / ، ذهلت و أنا بأقلب في تفكير البنت دي و مشاعرها و اهتمامتها و أولوياتها و مخاوفها و أمالها و علاقاتها باللي حواليها
فعلا فعلا حد مختلف عني قوي
واحدة بتحسب لكل خطوة حسابها أكتر من اللازم ، و بتفكر في كل كلمة و كل حاجة بتحصل ليها أكتر من اللازم و بتحملها دلالات مش ليها
واحدة لما حبت تتصاحب على بنت زميلتها في الفصل أيام ثانوي ، اعتبرتها مشكلة ، و عملت مخطط و كأنها داخلة على إجراء تجربة معملية ، و قسمت الموقف فعلا ل تحديد المشكلة ، جمع المعلومات ،
فرض الفروض ، إجراء التجربة ، النتيجة !!!!!!!
و يوم ما حبت ، كانت بتهرب من إن يجمعها هيه و حبيبها مكان ، و بتحاول تقلل تعاملاتها و كلامها معاه على قد ما تقدر !!!!!!!!!
و يوم ما كانت تزور حد من عيلتها كانت بتعمل نسبة مئوية لكل زيارة يا ترى هيه كانت اجتماعية و كويسة معاهم بنسبة كام في المية ، و لا الزيارة كانت " فاشلة " بنسبة كام في المية !!!!!!!!!
الواضح فعلا إن الهدية بتاعتي هاتكون متعددة الوجوه
في جزء منها ، هأقارن و أنقد و أبص للبنت دي بإهتمام و أنا حطاها تحت الميكرسكوب
و هأكتب عنها كلام كتيير و أجمع سنينها في كام ورقة في أجندة
و بعدين في احتفالية عظيييمة ، هأحرق كل اللي فات و مش هايبقى من البنت دي غير كام ورقة الأجندة اللي هاتقول إن البنت دي وُجدت في يوم من الأيام
و في جزء منها ، هأرجع للحظات لساها يمكن موجودة فيا ، أو كان ممكن التغيير فيها يغيرني
و هابدأ أمارس بإتقان شديد و بتركيز شديد لعبة تحريك جناحات الفراشة
و في جزء منها هأستدعي كل الناس اللي ركبوا معايا في قطري في يوم من الأيام
يمكن هأبتسم لهم و أنا بأعمل لهم " باي باي " و همه على الرصيف اللي قطري ماشي من عليه
و يمكن أحود ناحيتهم من تاني و أهمس لهم إني آسفة ليهم ، و إنهم كانوا ناس مميزة جدا و ناس تستاهل بجد ، بس البنت اللي كانت هناك وقتها ، يمكن مش كانت قادرة تشوف كويس ، أو يمكن كانت شايفة أكتر من اللازم و عاجزة قدام اللي شايفاه
و يمكن أقولهم إني متفهمه اللي فات منهم و مقدراهم و بأتمنى لهم كل حاجة حلوة قوي في الدنيا
و في جزء منها أكيييييييد هأمتن جدااا لكل الناس اللي معايا في طريقي دلوقتي ، و لكل الحاجات الحلوة جدا اللي في حياتي ، و للدنيا اللي بأحبها جدا ، و عارفة إنها مش جميلة قوي و لا حاجة ، بس جميلة مع ذلك لسه ، و تستحق قوي اننا نحبها ، و نستحق قوي اننا نعيشها ، و لربنا أكيد حتى لو تخليت عن إيماني بأنساق و معتقدات معينة ، و حتى لو بقيت في طريق غير الطرق المتشعبة اللي بتدعي / أو بتقول / إنها منه