الخميس، يونيو 24، 2010

سر

إرتعاشةٌ انتابتها و هي تتلمس بعينيها خطه الواصف لها الأماكن التي تريد لها وصولا، بقلم أزرق جاف يقترب وقعه كثيرا من التأثير الذي يتركه القلم الحبر على الورقة. ليس خطا فائق الجمال، و ليس يشبه خطها الصغير السيء .. ليس خطا متقنا واثقا و ليس بالمهزوز القبيح.. لا تفقه شيئا في الخطوط أو في التحليل النفسي من خلالها، و إن كانت سمعت عن إمكانية ذلك. لكن طاقة ما محيرة أربكتها تلبستها و هي تراه يخط الكلمات و الإشارات على الورقة.

تذكر جيدا كم كان مهما لها جدا تلك الورقة بخط من كان حبيبها.. كُتب بها أبياتا شعرية قديمة يشرح لها بها قواعدا نحوية .. تذكر كيف طوتها و احتفظت بها لوقت طويل، حتى بعد أن تصارحا بالحب، و بعد أن انفصلا. كانت كلما استشعرت افتقادا له أخرجتها و تأملت إنسياب الخط و تعرجاته ما بين حرف و آخر. فقط، في اللحظة التي أخرجت فيها الورقة لتجد أنها تقرأ الأبيات الشعرية فيها بتركيز و سلاسة دون أن يغويها الخط لتأمله أو لمجرد الالتفات له، علمت أنها كفت عن حبه إلى الأبد ، و أنها لن تفتقده مرة أخرى.

لا تعرف ما إذا كان انتبه لارتجافة صوتها أو ارتباكتها و هي تسأله تفاصيل أكثر و أماكنا أخرى قد تجتذب إنتباهها ، فقط.. أخذ منها الورقة ، و أكمل كتابة و رسما للاتجاهات و الطرق.

-----------
تُفضل إعادة كتابة المعلومات التي تهمها بخطها – على ردائته- و تنظيمها بشكل يسهل عليها تتبعها، ثم تمزق بقية الأوراق بكل الخطوط التي فيها و تلقي بها (عصافير الجنة) من البلكون.
لكنها فقط طوت ورقته بعناية – حتى بعدما أنهت زيارتها لتلك الأماكن – وضعتها في محفظتها مع بطاقتها، صورها، و النقود .
و لم يعرف أحد سببا لاخراجها تلك الورقة بين الحين و الآخر لتتلمس بأناملها ما كُتب بها من كلمات قليلة لا أهمية لها ، و كأنما قد فقدت البصر، و تحاول – كالعميان- قراءةً بالبصيرة.

ليست هناك تعليقات: