الجمعة، يونيو 25، 2010

محاولة للتفسير

بشكل ما ...
يتمسك المرء منا بالحب ، أو بأشباهه ليشعر بالحياة .. بأن ثمة من يهمه أمره و ينتمي له و يستطيع فيه تفكيرا ..
حتى مع الألم، مع عدم الإمكانية للاستمرار ، مع الاختلافات الشاسعة و المرارات الصغيرة ، يتشبث داخلنا بالذكريات ، و باستحضار من أمكننا معهم تواطئا .. فقط لنشعر أننا مازلنا على قيد الشعور.

و لربما وجدت نفسك مع كل لحظة تشعر فيها بالفقد تتسلل إلى أغانيه الأثيرة ، أو طعام يحبه أو فيلم أو رواية يذكرك به.. تتضاعف رغبتك في ذلك عندما تفتقد الشعور ، حتى لو لم تفتقد الشخص.
الشعور بالحب بشكل عام يعطي نوعا من الجدوى للحياة: فهناك من يهم ، هناك من يستطيع تغيير نظرة عينيك أو منح الصدق لابتسامتك أو منحك النشوة و الجذل عندما يعبر بفكرك .

ليست هناك من علاقة تعادل هذا التأثير .. خاصة عندما تتجاور الممنوعات مع المرغوبات مع ما هو متاح في حيز واحد.

عندما تخلو الحياة من الحب ، و من أشباهه أيضا : عندما تتمسك بعقلك البارد الواعي المحلل لكل شيء المدرك حقائق الأشياء غير القادر على خداعك بالشكل الكافي ، فتعلم يقينا أنك لا تحب ، و أنك لا تريد أشباها ، بل و ربما كون ما تبحث عنه ذاته أسطورة في الخيال لا أكثر، أو أنك لربما لن تحصل عليه أبدا .. ستجد حتما أن الأشياء مملة باهتة ، لا حياة فيها ... حتى و إن كنت اعتدت احتفاءا بالحياة لذاتها.. فستتسلل إليك حتما تلك اللحظة، و ذلك الشعور: بأن لا شيء ذو قيمة حقا...


لربما قفزت "نيللي كريم" بجلبابها و ربطة رأسها في فيلم" سحر العيون" إلى ذهنك .. مذكرة لك بأنها لم تكن لتتذكر المكوجي أو تدعي حبه إذا ما كان هناك فيلما عربيا جيدا على التلفزيون، لكن بغياب الأفلام الجيدة، فلا حيلة لها سوى في التفكير فيه.


و لربما غنيت مع "زياد رحباني " بلا مبالاة :
"والله وبصراحة ...
ما تفتكري من بعدك بطل يطلع زهور
ولا تفتكري من بعدك يعني وقفوا الايام
ولا تفتكري من بعدك بطل يعلا العصفور
والبيت الكان مضوا رح بيطفي وينام
بييييييييييي .... منتهى الصراحة
بصراحة ...
صحيح الصراحة بتجرح
لكنا بتفيييد
بتأكدلي انو لازم
لاقي حب جديد ....... "


لربما انغمست في الكتابة و شاركتها كل ما تشعر به ( أو لا تشعر به و تفتقد له شعورا) و كل ما تفكر به، لتواجهه، تفقده الأثر، و تخرج لسانك له.

و لربما، ركز عقلك أكثر فأكثر على خاتمة "بيت الياسمين" ... لتقرر أن تختار شخصا ما ، فقط أتاحته لك الظروف بصرف النظر عن الشخص ذاته، فتقرر له إنتماءا و به إرتباطا .. لتشعر أن ثمة حياة مازالت ، و أنكما قادران معا على صنع حياةٍ ما .

ليست هناك تعليقات: