الأربعاء، يونيو 09، 2010

آخر المطاف: "مش عارف اسم الأغنية ، يبقى ما يتكلمش!"



لم أضحك أو أشعر بالمتعة في المسرحية ذاتها قدر ضحكي و استمتاعي بما حدث في المناقشة التالية للعرض ...
فقد اتضح أن العرض لا يمت بصلة للنص المسرحي الذي قيل أن العرض مبني عليه : مسرحية "آخر المطاف" لـ مؤمن عبده ، و أنه تم ( تطوير) ( الشخصيات) و ( الفكرة ) ، في حين تم تقديم مسرحية أخرى تماما بشخصيات أخرى لا صلة بينها و بين شخصيات المسرحية المكتوبة ، و مكان آخر لسير الأحداث ، بل و تفاصيلا أخرى تماما بطبيعة الحال !
و أثار هذا إستياء النقاد – أو المطلعين على نص "مؤمن عبده " - بشدة .. و أعجبني جملة قالها أحدهم :
"اللي عاوز يألف، يألف من جيبه "

و بعيدا عن هذه النقطة ، و تعاملا مع النص الموجود الذي تم تمثيله ، قدم النقاد : أ/ محمد زعيمة ، و أ/ عادل حسان ، ، و أ/ خالد رسلان ملاحظاتهم عن ضعف البناء الدرامي ، و الملل البصري للعرض مع ديكور ثابت معيق لحركة الممثلين ، و الشخصيات المسطحة التي ما فعلت سوى تقديم مونولوجات طويلة متتالية غير مقنعة .
ليهب الممثلين و المخرج محاولين بين الحين و الآخر قطع كلام النقاد ليعترضوا !

و كان طريفا جدا تقدم أصغرهم : منة عرفه ( البنوتة اللي بتعمل دور بنت "أشرف عبد الباقي" في "راجل و ست ستات" ) لشرح العرض ! و ما قصدوه به و معنى المشاهد التي تم التحدث عنها !
و كانت المهزلة الكبري عندما تحدث المخرج في نهاية المناقشة مساءلا النقاد في سخرية : تقدروا تقولولي ايه اسم الأغنية اللي في أول العرض – أغنية أجنبية- ، و بتاعة مين ؟
أنا شخصيا شُدهت ، و لم أفهم !
هااااااه ؟؟؟؟؟؟؟
لو كنت مكانهم صراحة لما أضفت سوى جملة محمد صبحي الخالدة : "انت عبيط يا عبيط ؟ "
لقد أصاب أحدهم عندما قال : " إحنا ما اتربناش نقديا"

===================================================

أنا كمشاهدة عادية جدا ... و بعد انتهاء العرض مباشرة، تمتمت داخلي :
" لطيف ، و لم تكن المسرحية ثقيلة على أختي الصغيرة أو أخت زميلتي ، قضوا وقت لطيف و ضحكوا شوية و خلاص "

أما بعد المناقشة الحامية ، و التي كنتُ فيها مع كل كلمة قالها النقاد ، كنتُ أود أن أقول للجميع من ناحية أن ما يفرق حقا ليس هو تقضية الوقت فحسب ، و أني سوف أنسى المسرحية تماما بشخصياتها المسطحة و موقفها المفتعل بعد يوم أو اثنين على الأكثر ، أني لم أتعاطف حقا مع أحد أو أتأثر به أو أشعر بالشفقة اتجاهه أو الخوف من مصيره أو أجد نفسي فيه أو أجد شخصا ما من لحم و دم فيه ، أن على الفن / و المسرح بالذات/ أن يغوص في أعماقنا ، و يجعلنا نفعل ذلك معه ، لنكتشف أنفسنا و نكتشف الأشياء من حولنا ، و ليس أن يعطينا جملا تقريرية خطبية عن الفساد و التزمت و الكذب و الغش و الخداع ...

أيضا ، تأملتُ حالة معظمنا و هو يعد أي تقديم لمظهر ضعف ما في شيء يخصه مهاجمه له شخصيا ، و لا يحاول الاستماع أو الانصات أو الفهم أو تحديد مدى الصواب من الخطأ فيما يقال له ، و محاولة تطوير نفسه على ضوءه ... ربما لأن التحدث عن مظاهر الضعف أو النقاط السلبية مرتبط في أذهاننا بشكل ما بـ " الشتيمة و الإهانة و الحط من القدر " ... و لأن هذه هي نوعية "التربية" التي حصل عليها كثيرون منا سواء في البيت أو المدرسة أو مع الأصحاب : أن السلبيات و النقائص تظهر فقط في أوقات الخلافات و الأزمات و الخصومات ، فيحاول كل شخص إظهار نقائص الآخرين و سلبياتهم ، لا ليصلحوها أو كتقرير لشيء بشكل موضوعي – بل كأحد أدوات الهجوم و المحاربة و الانتقاص من القدر ، و بالتالي صار الاثنان مرتبطين معا ، فلم يعد الكثيرون يميزون بين ما هو موضوعي ، و ما هو محاولة للنيل من شخصياتهم و الإنتقاص من قدرهم ...

المسألة ليست حقا مشكلة مبدعين و نقاد ... بل هي مشكلة أمة اعتادت على مواراة أخطائها و عدم الاعتراف بها ، و التقرير بأن كل شيء تمام و على ما يرام و أن الأعداء الحاقدون يريدون النيل منا عندما يشيرون إلى نقطة ضعف هنا أو هناك ...
و على هتك أدق خصوصياتها و فضح أسرارها عندما تحدث مصيبة ، ليتبادل الجميع الاتهامات ، و لا يبحث أحد عن حل .

و مادمت عزيزي الناقد لم تعرف اسم الأغنية ، فإذن : أنت الجاهل ، عديم الفهم ، الذي ينبغي له أن يُهاجم هو و ليس المبدع العبقري العظيم ، فليس من حقك التحدث .

===========================================================
العرض كان أمس و أول أمس ( الإثنين و الثلاثاء 7، 8 يونيو / و الندوة التي تلت العرض كانت أول أمس )

ليست هناك تعليقات: