الجمعة، أبريل 19، 2013

و اكتشفت إني مش متسامحة

في الواقع أنا حاسة إن أنا شخصيا عايشة عشان أكتشف حاجات عني و عن تفكيري و تتهد تصورات و أكتشف حاجات جديدة ، و هكذا ... 

مثلا : كنت متخيلة إني خلاص عرفت أربي نفسي على فكرة "التسامح مع الآخر " .. و إني أتقبل الناس كلهم بصرف النظر عن اختلافاتي معاهم و بصرف النظر عن دينهم أو لونهم أو جنسيتهم أو أفكارهم و معتقداتهم ... إني أتقبل الكل و أشوف النظام و الطبيعية في اللي الدنيا بتزخر بيه من اختلافات بين الناس .. و إني أحترم ده كله و ما أحسش بالتعالي على حد أو الأفضلية عن حد لإن كل شخص فينا عنده الصح و عنده الغلط ، عنده التفكير الثاقب في حاجات و منطق عامل هيكل لأفكاره و اعتقاداته و تصرفاته ، زي ما عنده نقط ضعف و قصور و أخطاء و مشاكل و عقد ... 

بس خلال الأسبوع الأخير ده اكتشفت إني معتنقة الأفكار دي نظريا جداا ، لكن تطبيقها بالنسبة لي ليس أكثر من "العزل" ... بمعنى إن تقبلي للآخرين بيبقى فعال طول ما همه بعيد عني ... طول ما أنا عازلة نفسي عنهم و مخرجاهم من أي احتكاك حقيقي بيني و بينهم ...

و إني فعلا ما بتقبلش حد جوه دايرة حياتي إلا لما يكون "مطابق لمواصفات الجودة" ... إني كمالية جداا ... و أول ما الشخص اللي قدامي أحس إنه "دون المستوى المطلوب" بيتم تحييده أو محاولة الخلاص منه ... 


مثلا في الشغل ... اكتشفت إن همي الأكبر خلال السنة و نص اللي فاتوا كان إن كل من لا يطابق معاييري الشخصية في الجودة "الخاصة بالعمل" ، كان سعيي الأكبر إن مجموعتنا تتخلص من الفرد ده و يروح لأي مجموعة تانية عشان ما يبقاش في مجموعتنا غير الأكثر فاعلية و الأكثر عملا و اجتهادا ... و الناس بتاعة الشغل و بس هيه اللي تبقى موجودة ... طب ماشي ممكن ده يبقى مقبول نوعا في إطار البحث عن تطوير الشغل و تحسينه و تفعيله من غير أعباء ... بس اللي لاقيته إني أصلا بتجنب أتعامل مع الشخصيات دي اللي الواحد حاول إقصائها ... و كمان كنت بأحس بالضيق كل ما حد منهم يدخل المكتب عندنا ... 


و نفس الوضع بينطبق أكتر كمان على العلاقات الشخصية ... يعني فيه ناس بأبقى واخدة عنهم إنطباع إيجابي ما ، و بأبدأ علاقتي معاهم - أو بالأحرى معرفتي بيهم - بتوقعات كبيرة ، و مع كل احتكاك بيحصل بيبدأوا يفقدوا "نقط" من حسابهم اللي لسه مفتوح يادوبك ، و بألاقيني بأبعد أو بأحجم العلاقة لحدها الأدنى لإنه "غير مطابق للمواصفات و الشروط" ! 
عقليتي الناقدة شغالة على طول ... أنا مش كاملة و لا مثالية و عندي عيوب و مشاكل كتير ، لكن الحقيقة اللي تعمدت تجاهلها إني كمالية - ع الأقل في حياتي الشخصية - و إن فيه معايير و مقاييس كتيرة حطاها ، و على أساسها بيدخل الناس الدايرة الصغيرة جدااا بتاعتي أو بيخرجوا منها ... 
و كنت واهمة نفسي طول الفترة اللي فاتت إني "متسامحة و بأتقبل الناس زي ما همه " بس ده ما كانش صحيح تماما ! 
دلوقتي أقدر أشبه نفسي براحة ضمير بإني بالظبط زي شخصية الأب في فيلم   Meet the Fockers 
و فكرته عن "دايرة الثقة" هيه تقريبا تعاملي مع الأوضاع ... 



- الأب اللي كان شغال في المخابرات سابقا "جاك بيرنس" /اللي كان عامل دوره "روبرت دي نيرو " 


ليست هناك تعليقات: