غصبن عني خلوني أترشح. و غصبن عني الناس خلوني رئيسة جمهورية بإرادتها
الحرة..
كانوا شايفين إني ممكن أغير في حياتهم بجد. أنا شايفة كده أنا كمان ،
بس كان رأيي إني ممكن أعمل ده من أماكن تانية غير رئاسة الجمهورية... بس يالا بقى ،
أهو اللي حصل.
كنت محتارة جدا ممكن أعمل إيه خلال الخمس سنين رئاسة بتوعي ، خصوصا و
أنا ما كنتش ناوية أجدد بأي شكل م الأشكال.
أول قرار أخدته كان إصدار أمر بعمل يوم إحتفال برؤساء و ملوك مصر السابقين.
جمعت وزير الإعلام و وزير الثقافة و وزير التربية و التعليم و وزير التعليم العالي
و قلت إننا محتاجين حملة بترصد كل إنجازات الرؤساء و الملوك السابقين لمصر ، كل الحاجات
الحلوة اللي فكروا فيها و كل المشاريع اللي اتعملت. بس يبقى الكلام بموضوعية و بأدلة
.. لأن البلد أياميها كانت في حالة يأس و كآبة و إحساس باللاجدوى و فقدان الأمل و فقدان
الثقة كمان.. كنت محتاجة أنشر فكرة إن أكيد فيه و لو تنتوفة حلوة عند كل حد سبق، و
إننا محتاجين نشوف إيه اللي إتعمل و نقدره و نحترمه عشان نقدر نعمل زيه و أحسن منه.
و كنت شايفة إن منطق الثورات و الانقلابات و الرفض التام ده منطق فاشل، لأنه هايخلينا
في لحظة م اللحظات نتحول لنفس النموذج اللي كنا بنرفضه و نثور عليه. عشان كده لاقيت
إن الموضوعية و الامتنان لأي حاجة حلوة فاتت كانت نوع من الحلول. كان فيه يوم أهم من
يوم الرؤساء قررت إني أنشره: يوم الأبطال.
طلبت إن المناهج الدراسية يبقى فيها دروس عن ناس بسيطة جدا ، بس قدرت
تعيش و هيه عندها إصرار و رغبة في الحياة ، و قدرت تمشي حياتها زي ما هيه عاوزة و بالطريقة
اللي هيه شايفاها ، و قدرت تستمتع بيها زي ما هيه.
ببساطة كان أول قرار ليا إني أحاول أعمل حاجة تنشر البهجة و الأمل عند
الناس.
تاني حاجة كانت مهمة جدا هوه إني أجتمع بمجلس الوزرا ، و بكام حد شفت
إنهم بيفهموا من مجلس الشعب و مجلس الشورى، و كام حد من الخبرا السياسيين و الاقتصاديين،
و إني أعرف إيه إحتياجات البلد بالظبط ، و إيه الصورة العامة ليها، و أهم حاجة إيه
المشروع القومي اللي بلدنا محتاجاه في الفترة الجاية.. أيوة: بلدنا كان لازم يكون ليها
هدف سامي عاوزة تحققه.. هوه ده اللي بيعمل معنى الوطن و معنى الانتماء .. كان زمان
الحرب ضد الاستعمار، دلوقتي لازم يبقى فيه حاجة مادية ملموسة و اهداف محددة في مدى
زمني محدد.. و طلبت إن يبقى فيه إستفتاء شعبي في الموضوع ده : أيوة .. أسال الشعب إنتوا
عايزين إيه على أولوية اللي يتعمل في البلد دي.. و اتعملت قايمة طويييلة جدا ... كان
أول حاجة فيها: فرص عمل للشباب .
كنت شايفة قبل ما أبقى رئيسة جمهورية ، إن الشغل موجود بشكل ما، بس إما
الناس بتدور غلط، و إما الناس مش عارفة أصلا هيه عاوزة إيه..
قررت إننا نشتغل على تلات محاور رئيسية في نفس الوقت، و أعلنت إن هدف
مصر للخمس سنين الجايين هايكون : فرص عمل مُرضية و مجزية للشباب و أي شاب - أو شابة
طبعا- أيا كانت مؤهلاتهم أو تعليمهم أو مهاراتهم هايشتغلوا ، و إن مصر تبقى أنضف بلد
في العالم، و يتعمل مشروعات تدر دخل عالي على البلد.
و طبعا التلاتة كانوا مرتبطين ببعض. لأني قررت مساندة الدولة للمشاريع
اللي ليها علاقة بتدوير المخلفات ، و أهو نضرب تلات عصافير بحجر واحد .. و في نفس الوقت
أصدرت أمر بعمل دورات تدريبية للشباب على أعلى مستوى و في كل محافظات الجمهورية لمعرفة
مهاراتهم و إهتماماتهم و تنميتها و معرفة الحاجات اللي ممكن يعملوا حاجة فيها بيحبوها و يبدعوا فيها بجد.
طبعا المشروع كان كبير جدا و داخل فيه أكتر من وزارة : الإعلام – التعليم
– التعليم العالي – البحث العلمي – البيئة - الزراعة – القوى العاملة – الداخلية –
السياحة – الصحة - النقل و المواصلات - ..
إلخ
أيوة ما هو عشان يبقى مشروع قومي بجد لازم يبقى متكامل و لازم نحشد كل
الامكانيات المتاحة ليه ، و لازم الوزارات كلها تحس إنها بتشتغل لهدف واحد أساسي و
لازم يساعدوا بعض و ينسقوا مع بعض و روح الفريق ينتشر في البلد كله.. مشروع كبير اتقسم
لمهام محددة لكل وزارة ، و أُعلن على الملأ للناس، مش بالكلام بس، لأ بالفعل كمان
.
القرار المهم اللي بعد كده، كان إني أعمل خطة لمواجهة التطرف و التعصب،
و نشر فكرة التسامح و تقبل الآخر .. أهم حاجة في الموضوع إن الخطة تبقى سرية عشان ما
تلاقيش مقاومة كبيرة ضد التغيير .. تتعمل عشان تغيير الوعي ، مش محاكمته .. من غير
كلام كبير و من غير ما نقول إحنا عاوزين نعمل إيه ، نبدأ نعمله فعلا .. عن طريق نفس
الرباعي اللي كنت شايفة إنه الأهم في بلدنا و لازم يتكامل مع بعضه : الإعلام – الثقافة
– التربية و التعليم – و التعليم العالي .
************************
كتابة كنت كتباها في سبتمبر 2010 - في ورشة كتابة "هي " .. و كانت الافتراضية هي : تخيل انك كنت رئيس للجمهورية و اكتب عن فترة رياستك :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق