الثلاثاء، أبريل 30، 2013

لما كنت رئيسة جمهورية ( و القرارات التي أخذتها في فترة رئاستي التي استمرت خمس سنوات)


غصبن عني خلوني أترشح. و غصبن عني الناس خلوني رئيسة جمهورية بإرادتها الحرة..
كانوا شايفين إني ممكن أغير في حياتهم بجد. أنا شايفة كده أنا كمان ، بس كان رأيي إني ممكن أعمل ده من أماكن تانية غير رئاسة الجمهورية... بس يالا بقى ، أهو اللي حصل.

كنت محتارة جدا ممكن أعمل إيه خلال الخمس سنين رئاسة بتوعي ، خصوصا و أنا ما كنتش ناوية أجدد بأي شكل م الأشكال.
أول قرار أخدته كان إصدار أمر بعمل يوم إحتفال برؤساء و ملوك مصر السابقين. جمعت وزير الإعلام و وزير الثقافة و وزير التربية و التعليم و وزير التعليم العالي و قلت إننا محتاجين حملة بترصد كل إنجازات الرؤساء و الملوك السابقين لمصر ، كل الحاجات الحلوة اللي فكروا فيها و كل المشاريع اللي اتعملت. بس يبقى الكلام بموضوعية و بأدلة .. لأن البلد أياميها كانت في حالة يأس و كآبة و إحساس باللاجدوى و فقدان الأمل و فقدان الثقة كمان.. كنت محتاجة أنشر فكرة إن أكيد فيه و لو تنتوفة حلوة عند كل حد سبق، و إننا محتاجين نشوف إيه اللي إتعمل و نقدره و نحترمه عشان نقدر نعمل زيه و أحسن منه. و كنت شايفة إن منطق الثورات و الانقلابات و الرفض التام ده منطق فاشل، لأنه هايخلينا في لحظة م اللحظات نتحول لنفس النموذج اللي كنا بنرفضه و نثور عليه. عشان كده لاقيت إن الموضوعية و الامتنان لأي حاجة حلوة فاتت كانت نوع من الحلول. كان فيه يوم أهم من يوم الرؤساء قررت إني أنشره: يوم الأبطال. 
طلبت إن المناهج الدراسية يبقى فيها دروس عن ناس بسيطة جدا ، بس قدرت تعيش و هيه عندها إصرار و رغبة في الحياة ، و قدرت تمشي حياتها زي ما هيه عاوزة و بالطريقة اللي هيه شايفاها ، و قدرت تستمتع بيها زي ما هيه.
ببساطة كان أول قرار ليا إني أحاول أعمل حاجة تنشر البهجة و الأمل عند الناس.
تاني حاجة كانت مهمة جدا هوه إني أجتمع بمجلس الوزرا ، و بكام حد شفت إنهم بيفهموا من مجلس الشعب و مجلس الشورى، و كام حد من الخبرا السياسيين و الاقتصاديين، و إني أعرف إيه إحتياجات البلد بالظبط ، و إيه الصورة العامة ليها، و أهم حاجة إيه المشروع القومي اللي بلدنا محتاجاه في الفترة الجاية.. أيوة: بلدنا كان لازم يكون ليها هدف سامي عاوزة تحققه.. هوه ده اللي بيعمل معنى الوطن و معنى الانتماء .. كان زمان الحرب ضد الاستعمار، دلوقتي لازم يبقى فيه حاجة مادية ملموسة و اهداف محددة في مدى زمني محدد.. و طلبت إن يبقى فيه إستفتاء شعبي في الموضوع ده : أيوة .. أسال الشعب إنتوا عايزين إيه على أولوية اللي يتعمل في البلد دي.. و اتعملت قايمة طويييلة جدا ... كان أول حاجة فيها: فرص عمل للشباب .
كنت شايفة قبل ما أبقى رئيسة جمهورية ، إن الشغل موجود بشكل ما، بس إما الناس بتدور غلط، و إما الناس مش عارفة أصلا هيه عاوزة إيه..
قررت إننا نشتغل على تلات محاور رئيسية في نفس الوقت، و أعلنت إن هدف مصر للخمس سنين الجايين هايكون : فرص عمل مُرضية و مجزية للشباب و أي شاب - أو شابة طبعا- أيا كانت مؤهلاتهم أو تعليمهم أو مهاراتهم هايشتغلوا ، و إن مصر تبقى أنضف بلد في العالم، و يتعمل مشروعات تدر دخل عالي على البلد.
و طبعا التلاتة كانوا مرتبطين ببعض. لأني قررت مساندة الدولة للمشاريع اللي ليها علاقة بتدوير المخلفات ، و أهو نضرب تلات عصافير بحجر واحد .. و في نفس الوقت أصدرت أمر بعمل دورات تدريبية للشباب على أعلى مستوى و في كل محافظات الجمهورية لمعرفة مهاراتهم و إهتماماتهم و تنميتها و معرفة الحاجات اللي ممكن يعملوا حاجة  فيها بيحبوها و يبدعوا فيها بجد.
طبعا المشروع كان كبير جدا و داخل فيه أكتر من وزارة : الإعلام – التعليم – التعليم العالي – البحث العلمي – البيئة - الزراعة – القوى العاملة – الداخلية – السياحة – الصحة -  النقل و المواصلات - .. إلخ
أيوة ما هو عشان يبقى مشروع قومي بجد لازم يبقى متكامل و لازم نحشد كل الامكانيات المتاحة ليه ، و لازم الوزارات كلها تحس إنها بتشتغل لهدف واحد أساسي و لازم يساعدوا بعض و ينسقوا مع بعض و روح الفريق ينتشر في البلد كله.. مشروع كبير اتقسم لمهام محددة لكل وزارة ، و أُعلن على الملأ للناس، مش بالكلام بس، لأ بالفعل كمان .
القرار المهم اللي بعد كده، كان إني أعمل خطة لمواجهة التطرف و التعصب، و نشر فكرة التسامح و تقبل الآخر .. أهم حاجة في الموضوع إن الخطة تبقى سرية عشان ما تلاقيش مقاومة كبيرة ضد التغيير .. تتعمل عشان تغيير الوعي ، مش محاكمته .. من غير كلام كبير و من غير ما نقول إحنا عاوزين نعمل إيه ، نبدأ نعمله فعلا .. عن طريق نفس الرباعي اللي كنت شايفة إنه الأهم في بلدنا و لازم يتكامل مع بعضه : الإعلام – الثقافة – التربية و التعليم – و التعليم العالي .



************************
كتابة كنت كتباها في سبتمبر 2010 - في ورشة كتابة "هي " .. و كانت الافتراضية هي : تخيل انك كنت رئيس للجمهورية و اكتب عن فترة رياستك :) 

ليست هناك تعليقات: