الجمعة، ديسمبر 28، 2007
آخر الكلام
الخميس، ديسمبر 27، 2007
مختارات من بينالي الأسكندرية
أخيراااا ،كنا هناك : في بينالي الأسكندرية الرابع و العشرين لدول البحر المتوسط في متحف الفنون الجميلة
و البينالي هو معرض دوري يُقام كل سنتين
Alessandra Giovannoni
ثِقَل اللوحة دوما يميل أكثر إلى جهة الشمال
قالت غادة أن دلالة اللون الأزرق غالبا احتياج شديد للآخرين
طالعت اللوحة لأجد انتظار صامت دون أمل
و استغناء متيقن عن الآخرين ، و يقينه أنهم لن يأتوا
كثرت الأعمال التي دُمج فيها تأثيرات الصوت ، الفيديو
غرفة الشجر و الفراش
ل كيتا إيوانيدو
Keta Ioanidou
من قبرص
و من اللوحات التي فتنتني على بساطتها و قلة عناصرها التشكيلية ، و استخدامها للون الواحد
جوردانا كوفاسيكGoldana Kovacic
كرواتيا
شعور بالعجز و اللافعل : الوحدة -- تغييب الملامح -- البعثرة -- الطمس بعد ذلك ،
هناك لوحات لا ترى فيها ما له أهمية حقيقية سوى إنعكاس صورتك على زجاجها : مجرد تجريب لتكنيكات و تنويعات جديدة ليس إلا .
غموض اللوحة و البحث عن المعنى فيها هو ما يمنع تواصلي معها ؟
على العكس تماما
فكثير من تلك اللوحات لا يفتقر إلى المعنى أو القصد المباشر ؛ كل ما عليك هو تتبع خيوطها و ربط عناصرها - كقطعة بازل يعمل عليها عقلك - ليس إلا ---
فهذه - في النهاية - لوحة لمكان ما يجمع بعض البيوت و المساجد كتعبير عن الروح المفقودة للحاضر
و تلك لوحة تعبر عن نزيف الإنسان في عصرٍ آلي ، بل ؛ عالم آلي يجد نفسه غريبا وسطه محاولا البحث عن طريقه الخاص خلاله - كما هو الحال في إحدى اللوحات الحاصلة على جائزة البينالي ل ريناتا لادوفيك
Renata Ladovic
من كرواتيا
أو -- أو -- إلخ
الفارق تستشعره عندما تجد نفسك في ذلك العالم السحري الذي تُدخلك إليه الألوان و الأشكال --- زخم يتكون فجأة و يأخذك في خضامه ، لتجد تلك اللوحة الساكنة أمامك و قد أخذتك في أعماقها و صرت جزءا منها ، منزلقاً مع شلالات مشاعرها ، واعيا بأحلامها و ضفافها البعيدة ---- تُمتعك الانزلاقة ، و تصل عيناك إلى البر الثابت المعتنق مبادئ الاستقرار و الأمان ، و حيرةٌ تدور داخلك بين جنتين متناقضتين تحمل كلٌ منهما آساها و فقدها الخاص -- أيُ الفقدين ستختار ؟
لوحة " أحلام المسفر Ahlam Lemseffer
من المغرب
هذا هو سحر الفن - أيا كان نوعه - و إن كان ليظهر بضوح في الفن التشكيلي : إثارة مشاعرك
كان أحدهم يقول أن الفن هو ذاك القادر على إثارة الدهشة -- أعجبتني الجملة رغم سخرية البعض منها
و أدرك الآن أن دهشة الفن الحقيقية لا تكمن في ذاك الانبهار أمام التكنيكات الحديثة الغريبة ، أو السؤال المتعجب : " عملها إزاي دي ؟ "
لكن دهشته تكمن في أنه يأخذك من يدك إلى أعماق ذاتك ، و ذوات الآخرين لتبحث فيها عن الإنسان : كينونته ، أحلامه ، مشاعره ، ضعفه و قوته ، آماله و مخاوفه ----
اللوحة ليست أبدا حبر رورشاخ تعتمد بما تثيره على من ينظر إليها و حالته النفسيه ، و ليست لعبة بازل تكد فيها عقلك - و إن كان استخدام العقل جزءا ضروريا من إدراك اللوحة و الاقتراب من عالمها - ، و ليست تكنيك محض لحاوي يدهشك بمهارته ، أو لمتذاكي يفرض عليك عضلاته
هناك - كالعادة - من ذاب في حضن الموروث - ،
و في حضن التقليد لآخرين أحيانا أخرى - هناك لوحة لفنان عربي تشبه إحدى لوحات صلاح طاهر جداااا دون تقديم جديد أو تحاور حتى معها - ،
و من ذاب في حضن التكنيك المختلف الجديد ؛
و قلة من استطاعوا دمج ذلك تحت سيطرة الشخصية المميزة و الرؤية المختلفة
الظاهرة اللافته للنظر هي كثرة من يقلقهم التعبير و توجيه المعنى على اختلاف جنسياتهم
و كأن وجودهم معكوسا للقصيدة البصرية التي تعتمد على التشكيل البصري للكلمات
فإذا بهم يحاولون إبداعا للوحات تشكل قصائدا
كما هو الحال مع لوحة الفرنسي جون بيير تانجي Jean Pierre Tanguy
المُسماه - على غير عادة اللوحات هنا - Private invetation
أو " دعوة خاصة "
بينما طغى على العمل النحتي المسمى ب " المدينة " قصيدة ل كفافي و جزء من الإنجيل مكتوبان على لوحتان كبيرتان مصاحبتان للتماثيل
و كما هي لوحات " محمد الرواس " التي ليست إلا لوحة واحدة مكررة ، و لا يختلف فيها سوى ما هو مكتوب عليها كالآتي :
قل لمن
يبكي على
رسم درس
واقفا ما
ضر لو
كان جلس
و للأسف لا أستطيع تقييم أو محاورة هذا العمل ، لأنه يتكون إضافة إلى ذلك ، من كرسي خيزران أمام شاشة تلفزيون - كان يجب أن يُفتح ، لاستكمال معرفة الانغماس في تجربته الفنية - ، و لكن للأسف كان الوقت قد أزف لإغلاق المتحف ، و طردنا منه :) بالعافية
*************************************
بالطبع ، الملاحظات الماضية كتبت كما هي أثناء تجوالي في البينالي في الثاني من ديسمبر 2007 - على وهمٍ مني باستكمال التفاصيل حين العودة ، لكن يبدو أن الحماس طائرٌ متعجل يطوق للطيران إلى الآفاق البعيدة ، و طفلٌ حساس يغضب و يترك البيت و يذهب إذا لم يجد إهتماما سريعا كافيا و استجابة وقتية -
************************أحب أن أضيف الآن أن البينالي كان يحتوي على معرض للوشم ، و هي عبارة عن صور فوتوغرافية أُخذت للأوشام الموجودة على أجساد المجرمين
فكلٌ منها يحكي عالما خاصا تماما ، و تفاصيل قد لا يفهمها إلا من هو من هذا العالم
********************
كان البينالي أيضا يحتوي على ركن خاص للأطفال و رسوماتهم
شعرت بالبهجة أمام تلك الرسومات و التماثيل الصلصالية التي كانت طفولية حقا
و بالدهشة أمام بضع لوحات قليلة رُسمت بشيء من نضج يقول أن هنا بذرة فنانين حقيقين و مبدعين على المدى البعيد
**********************
كالعادة ، لم يعدم البينالي وجود بعض الأعمال المباشرة تماما
كما هي لوحات أحد الفنانين الفلسطينين التي لن تخطيء جنسية صاحبها بمجرد نظرك إليها
فهاهو التعبير المعتاد المكرور عن القضية الفلسطينية برموز و أشكال واضحة
************************
أخذتني جوردانا كوفاسيك بتلك الطاقة التعبيرية عن الأنوثة المقهورة
، و لفتت نظرنا جميعا لوحات فنانة أخرى و هي تُعلن عن الأنوثة المكبوتة التي تصرخ طالبةً للتحقق
************************
هناك أعمالا لم أستطع رؤيتها للأسف :( نظرا لضيق الوقت
*******************
الصور صورتها كل من غادة الكاميليا ، نهى جمالنهى ، و غادة لديهن أيضا ما يتحدثن عنه بالنسبة للبينالي ، و لديهن صور أخرى ، و رؤى أخرى
ففي انتظار ما قد تكتبانه
*****************
ملحوظة أخيرة :
البينالي مستمر حتى الثامن من شهر يناير 2008
المكان : متحف الفنون الجميلة بالأسكندرية
الجمعة، ديسمبر 21، 2007
If I Just Smile
السبت، ديسمبر 15، 2007
و أنا مش عاشقة ضلمة ، و لا زَعّلت الضي
الخميس، ديسمبر 13، 2007
حمد لله ع السلامة
الأحد، ديسمبر 02، 2007
بينالي الأسكندرية الرابع والعشرون
بعد اتفاقات و مفاوضات طويلة و إصرار و عند و حاجات كتير كده
أخيراااا ،كنا هناك : في بينالي الأسكندرية الرابع و العشرين لدول البحر المتوسط في متحف الفنون الجميلة
لفت نظريبشدة لوحتيّ الفنانة الإيطالية إليساندرا جيوفانوني
Alessandra Giovannoni
ثِقَل اللوحة دوما في جهة الشمال
قالت غادة أن دلالة اللون الأزرق غالبا احتياج شديد للآخرين
طالعت اللوحة لأجد انتظار صامت دون أمل
و استغناء متيقن عن الآخرين ، و يقينه أنهم لن يأتوا
غرفة الشجر و الفراش
ل كيتا إيوانيدو
Keta Ioanidou
من قبرص
هناك لوحات لا ترى فيها ما له أهمية حقيقية سوى إنعكاس صورتك على زجاجها : مجرد تجريب لتكنيكات و تنويعات جديدة ليس إلا .
غموض اللوحة و البحث عن المعنى فيها هو ما يمنع تواصلي معها ؟
على العكس تماما
فكثير من تلك اللوحات لا يفتقر إلى المعنى أو القصد المباشر ؛ كل ما عليك هو تتبع خيوطها و ربط عناصرها - كقطعة بازل يعمل عليها عقلك - ليس إلا ---
و تلك لوحة تعبر عن نزيف الإنسان في عصرٍ آلي ، بل ؛ عالم آلي يجد نفسه غريبا وسطه محاولا البحث عن طريقه الخاص خلاله - كما هو الحال في إحدى اللوحات الحاصلة على جائزة البينالي ل ريناتا لادوفيك
Renata Ladovic
من كرواتيا
أو -- أو -- إلخ
من المغرب
هذا هو سحر الفن - أيا كان نوعه - و إن كان ليظهر بضوح في الفن التشكيلي : إثارة مشاعرك
كان أحدهم يقول أن الفن هو ذاك القادر على إثارة الدهشة -- أعجبتني الجملة رغم سخرية البعض منها
و أدرك الآن أن دهشة الفن الحقيقية لا تكمن في ذاك الانبهار أمام التكنيكات الحديثة الغريبة، أو السؤال المتعجب : " عملها إزاي دي ؟ "
لكن دهشته تكمن في أنه يأخذك من يدك إلى أعماق ذاتك، و ذوات الآخرين لتبحث فيها عن الإنسان : كينونته، أحلامه، مشاعره، ضعفه و قوته، آماله و مخاوفه ----
اللوحة ليست أبدا حبر رورشاخ تعتمد بما تثيره على من ينظر إليها وحالته النفسيه، وليست لعبة بازل تكد فيها عقلك - وإن كان استخدام العقل جزءا ضروريا من إدراك اللوحة و الاقتراب من عالمها - ، و ليست تكنيك محض لحاوي يدهشك بمهارته ، أو لمتذاكي يفرض عليك عضلاته
هناك - كالعادة - من ذاب في حضن الموروث - ،
و في حضن التقليد لآخرين أحيانا أخرى - هناك لوحة لفنان عربي تشبه إحدى لوحات صلاح طاهر جداااا دون تقديم جديد أو تحاور حتى معها - ،
ومن ذاب في حضن التكنيك المختلف الجديد ؛
وقلة من استطاعوا دمج ذلك تحت سيطرة الشخصية المميزة و الرؤية المختلفة.
الظاهرة اللافته للنظر هي كثرة من يقلقهم التعبير و توجيه المعنى على اختلاف جنسياتهم
و كأن وجودهم معكوسا للقصيدة البصرية التي تعتمد على التشكيل البصري للكلمات فإذا بهم يحاولون إبداعا للوحات تشكل قصائدا
كما هو الحال مع لوحة الفرنسي جون بيير تانجي Jean Pierre Tanguy
المُسماه - على غير عادة اللوحات هنا - Private invetation
أو " دعوة خاصة "
بينما طغى على العمل النحتي المسمى ب " المدينة " قصيدة ل كفافي و جزء من الإنجيل مكتوبان على لوحتان كبيرتان مصاحبتان للتماثيل
و كما هي لوحات " محمد الرواس " التي ليست إلا لوحة واحدة مكررة ، و لا يختلف فيها سوى ما هو مكتوب عليها كالآتي :
قل لمن
يبكي على
رسم درس
واقفا ما
ضر لو
كان جلس
و للأسف لا أستطيع تقييم أو محاورة هذا العمل ، لأنه يتكون إضافة إلى ذلك ، من كرسي خيزران أمام شاشة تلفزيون - كان يجب أن يُفتح، لاستكمال معرفة الانغماس في تجربته الفنية -، و لكن للأسف كان الوقت قد أزف لإغلاق المتحف، و طردنا منه :) بالعافية
الثلاثاء، نوفمبر 27، 2007
الأحد، نوفمبر 25، 2007
" أنا كويسة جدا "
- - " كالمعتاد :) "
ثم أتبعتها بـــ : " نفسي مرة أغير الإجابة بتاعتي و أقدر أقول إني مش كويسة "
لا أعرف ما إذا كان قد فهمني أم لا ، لكني كنت صادقة بهذا الشأن
فقد أدركتُ وقتها أني دوما – و بشكل ٍ تلقائي بحت – ما أضع قناع التفاؤل ، الرضا ، و ربما السعادة – حتى لو أثقلني أحيانا إحباطٌ ما أو كآبةٌ ما ، أو غموضُ حزنٍ ما لا أعرف مصدره – و غالبا لا يكتشفني أحد
فالأسئلة و الإجابات المتبوعة ببعض الجمل المرحة أو الاستفزازات الطفولية الرائقة غالبا ما يكونون على البعد : النت ، التليفون ، أو – لقاءات سريعة عابرة لا تشف عن شيء ، بل ربما تعجبت لجملة أحد الأصدقاء أو الصديقات : " مالك ؟ شكلك متضايقة "
لأرد بدهشة و صدق : " أنا كويسة جدااا ، مافيش حاجة " ، و أتعجب داخلي من هذه الأسئلة التي لا محل لها من الصحة
ذَكَرتُني بـ "كارولين " / "أنيت بننج " زوجة "ليستر " (كيفين سبايسي ) في فيلم
" أأنا لست ضعيفة ، أنا ناجحة – لن أدع شيئا يؤثر عليّ أو على يومي – أنا في خير حال"
لنرى تعميقا لتلك المأساة البشرية – التي ترقدُ في أعماق " الجمال الأمريكي " في الفيلم ، و فينا نحن أنفسنا في كثير ٍ من الأحيان – عندما نتمسك بمظاهر السعادة و النجاح ، و نقنع أنفسنا نفسها بها ، بينما نكبتُ مشاعرنا الانسانية الطبيعية -/ و معها رغباتنا الحقيقية ، و ذواتنا الحقيقية/ فيما تحت السطح
صحيحٌ أني لا أحب الشكوى – و اكتشفتُ أن جزءاً من عقلي يفكر بطريقة رجولية – فلم أعد أريد شكاية ً لأي شخص من باب الفضفضة – كما هي الطبيعة النسائية - ، بل – فقط – إذا أردتُ إيجاد حل ٍ ما ، و عرفتُ أن هذا الشخص أو ذاك قادر فعلا على مساعدتي
بل ، الحديث عن الأحاسيس السيئة من ضيقٍ أو إحباطٍ أو حزن مع أي شخص غالبا ما يزيدني سوءا
لكن ليس معنى هذا أن تختبيء مشاعري عني
فالضيق – الإحباط – الحزن – الاكتئاب – الافتقاد – الرغبة في البقاء وحيدة – الكآبة – البكاء
مشاعر إنسانية طبيعية جدا و مشروعة
من حقي ممارستي لها دونما سبب حتى ، و دونما إضطرار لتقديم مبررات
الخميس، نوفمبر 22، 2007
مواصفات " فتى الأحلام " --أو " رجل" بقى ، زمانه كبر
طويل القامة ، عريض المنكبين ، أسود العينين ، يجيد ستة لغات حية بلهجاتها ، يجيد استخدام كافة الرياضات القتالية ، و قيادة كافة أشكال المركبات من السيارة حتى الطائرة – يرد على أعدائه في سخرية و تحدي حتى عندما يقع في قبضتهم ، يجيد فنون التنكر و التخفي ، نادر من نوعه حتى نطلق عليه ( ن- 1 ) ، و لهذا فهو بجدارة يستحق لقب ( رجل المستحيل )
:)
لا أعرف لماذا رد عقلي بهذه الطريقة الهازلة عندما حاولت تحديدا لصفات أخينا الحبيب المجهول
في الواقع ، لم أستطع تخيلا في يوم من الأيام لـ " أدهم صبري " نموذجا للحبيب – على الرغم من إدماني ( رجل المستحيل ) أيام الإعدادية - ، كنت أعجب جدا بتعليقاته و ردوده ، لا لشيء إلا لتلك الفطنة العقلية – أو بالأحرى ( الفذلكة ) التي تتميز بها ، و التي أمارسها أنا نفسي من حين لآخر – كان نموذجا لي يضع أمامي هيكلا للشخصية المتكاملة التي تجيد الكثير من الأشياء ، دون أن يحوز انتباهي كـ " دون جوان " تقع في حبه النساء من الوهلة الأولى
و أدركتُ بعدها أني كنت أستمتع أكثر بوجود شخصية ( منى توفيق ) - على الرغم من خيابتها و إعتمادها عليه ، لأنها كانت أكثر إنسانية ( بمعنى أنك تشعر أنها من لحم و دم أكثر ) منه
فـ " أدهم صبري " بشكل ما شخصية كاريكاتورية ، و إن ضُخمت بها نقاط القوة و الذكاء و التميز ، على عكس الكاريكاتير المعتاد الذي يُضخم فيه العيوب و نقاط الضعف
و بصرف النظر عن شخصية " مسيو صابري " ، و من هم على شاكلته من الشخصيات " السوبرمانية " أو " الدونجوانية " المعروفة ، فإن فكرة ( إختيار الصفات الإنسانية ) بحد ذاتها فكرة مرعبة بالنسبة لي
واجهني رعبها مع تصريحات العلماء ( التي تحمل لهجة مستبشرة للعجب ) بأنه مع فك الشفرة الوراثية
و ازددتُ رعبا و أنا أواجه ( تطبيقا ) شاملا لإنتاج الأفراد ( شكليا و جسديا و نفسيا و شخصيا ) في رواية ألدوس هكسلي " عالم رائع جديد " -- حيث كل شيء مخطط له ، و محسوب بدقة متناهية
أعتقد أن ما يحفظ لنا بعضا من حيويتنا البشرية أننا مختلفون ، و أننا قادرون على الدهشة أحيانا ، الائتلاف أو الاختلاف عند تعاملنا مع الآخرين – أن كلمات تلقائية غير محسوبة لطفل صغير ( عادي ) قد تمنح يومنا بهجته أو دهشته --- أننا قادرون على الالتفات للحظات الجمال المفاجئة التي نلحظها فينا ( نحن العاديون جدا ) و فيمن حولنا حتى إذا كانت في قمة ألمنا – أو مرضنا – أو معاناتنا البشرية ( الطبيعية جدا ) -- / و بهذه الروح ربما اكتسب أديب كـ " هيمنجواي " مكانته /
نحاول تخطيطا عمليا لحياتنا : العمل – المنزل – المشروعات المستقبلية – الاهتمامات – إلخ ، و يسعى معظمنا للحصول بجدية على ما يريد
لكننا إذا ما رسمنا لمن يمكن أن نتجانس معهم صفاتا و حدودا ، فسنحد منحيويتنا البشرية ، و نستجيب بصورة باردة مشوشة لما يمكن أن تعده لنا الحياة من مفاجآت صغيرة – نكتشف معها دائما أننا لا نعرف كل شيء – حتى عن أنفسنا
الأحد، نوفمبر 18، 2007
زهق
السبت، نوفمبر 17، 2007
أحاييني
" التصنيف بأسفل - كعنوان البلوج - جزء من قصيدة ل محمد عفيفي مطر "
الخميس، نوفمبر 15، 2007
بحث مشروع 2
انا طبعا منكرش انى بحب شغلى جدا جدا لكن طبعا بحب بلدى واهلى اكتر بمعنى انى لو لاقيت فرصة استقرار فى البلد وهيعيشنى بفس المستوى اللى عايش بيه الوقتى ساعتها طبعا وبدون تردد هسيب المجال ده وهو السياحة وده طبعا مش كرها فيه لكن كرها فى فكرة الغربة نفسها ومتقوليش انها مش غربة لانك طالما بعيد عن بيتك واسرتك فدى هى الغربة
طبعا فى نقطة اساسية انا متكلمتش فيها وهى هل ليه مواصفات فى اللى عايزها تكون شريكة حياتى ؟
المهم
انا طبعا ليه مواصفات شكليه اتمنى من الله عز وجل يجمعها فى الانسانة اللى هتكون ليه طبعا واكيد بعد الصفات الاساسية وهى الدين والتربيه الحسنة لان دى صفات اكتر من اساسية ومفيهاش اى لعب
طبعا انا نفسى تكون حسنة المظهر او بمعنى اخص تكون جميلة وشيك وعقلها متفتح بتاخد وتدى زى ما بيقولوا مش اطاعة وبس وطبعا ده مش كتير ولا زيادة
والشىء اللى اتمنى انك متضحكيش عليه هو انى اتمنى اتمنى ان تكون شعرها ناعم وطويل
معلش اعذرينى لانى بتكلم معاكى بصراحة بس اللى بيعمل جميل يتمه :)
على العموم انا شكرا على حسن الاستماع
لو عندك مشكلة أرسلها إلى
shaghafon@yahoo.com
أو اكتبها في التعليقات
الخميس، نوفمبر 08، 2007
بحث مشروع
تحسنت أحوالي المادية كثيرا بعدها ، لدرجة أني اشتريت شقتي الخاصة و جهزتها تجهيزا فاخرا
أين المشكلة إذن ؟
مشكلتي هي أن السنوات طالت بي دونما أن أجد شريكة حياتي ،فتقريبا -- كل من أتعامل معهن في عملي أجنبيات ، و أنا أريد مصرية مثلي
كلما نزلت إلى بلدتي في إجازة شعرتُ ضيقا يحاصرني ، فجميع أصحابي و زملائي لديهم علاقاتهم الخاصة ، منهم من هو متزوج ، أو خاطب ، أو مرتبط باحداهن و يخطط لخطبتها --- بينما أنا بينهم وحيد ، ليس لي من أهتم بها و تهتم بي ، ليس عندي من تشاركي تلك المشاعر الجميلة المسماة بالحب ---
و بصراحة ، جربتُ أن أدخل غرف شات أملاً في إيجاد فتاة أتحدث معها --- لعل و عسى
لكن حظي كان سيئا في هذا أيضا ، و لم يفلح الأمر
أمي تلومني باستمرار لأني جاهز ماديا و لم أتزوج حتى الآن
لكني أريد من أعيش معها تلك المشاعر كي أسعى للارتباط بها
لو كنتُ أعيش في بلدتي باستمرار لربما وجدت جارة ما تلفت انتباهي ، أو احدى الفتيات هنا أو هناك في أحد الأيام ، فالمعرفة و المحبة يتولدان بالاحتكاك و التعامل المستمر – كما أعتقد – و هو ما أفتقده تماما
إنها الغربة التي كُتب علي أن أعيشها هنا و هناك
تلك الغربة التي كانت ستدفعني للزواج من إحدى الأجنبيات ، و هي للعلم صغيرة و جميلة و تحبني كما كانت ستوفر لي فرصة عمل أفضل في بلدها ؛ لكن كفاني غربة ، أريد من تتحدث لغتي ---- من أئتمنها على بيتي و أبنائي بعد ذلك ، فهل هناك حل لمشكلتي ؟
إمضاء
الأربعاء، أكتوبر 31، 2007
نور الخيال أم نور حقيقة الذات ؟
كُنا نقعد نسمع سوا أغنية الأطلال وأفضل أقول إيه الملل ده هي بتعيد كتير ليه .. كانت ماما تقولي بكرة تكبر وتفهم بس انتِ كُنتِ بتخديني وتفضلي تقولي لي كل جملة معناها إيه كنت بتجيبي بكرة لحد عندي
عارفة إن من ساعة ممشيتي وأنا معرفتش أسمع الأطلال تاني ؟آخر مرة كنت بسمعها رحت مديَّر وسائل "هو يعني إيه ..." بس ملقتش حد وراياطفيت التلفزيون وحاولت معيطش
"
جزء من بوست
الشمس ليه بتغيب
نور خيال محمد المصري
الأحد، أكتوبر 28، 2007
إختبار -- إفرض مثلاً -- مثلاً يعني
تعمد إلى التقليل من شأن الضيف و التقول عليه -- ثم عرض لقطات مختلقة لمن المفترض أنه ( جمهور ) هذا الفنان و هو يقول ( رأيه ) المفترض ( بصراحة ) ، و الذي يكون خلاصته غالبا : أن هذا الممثل أو المغني لا يصلح في شيء
ليس هذا فحسب ، بل يعمد البرنامج إلى عرض حوار مع أحد المقربين للضيف سواءا من الوسط أو من خارجه ل ( يلفت نظره ) إلى ( نقاط عيوبه ) ب ( صراحة ) --- و قد يمتد الأمر إلى سؤال ال جمهور الحي الموجود في البرنامج ، و ليس الاعتماد على التسجيلات فقط ، ليؤكد - بالطبع - على نفس الفكرة : أن الضيف لا يصلح لشيء
و بالطبع ليس هناك إيقاف للتصوير على الرغم من إعلان " عمرو رمزي " عن وجود فاصل من حين لآخر
قليلون جدااا من تعاملوا مع البرنامج برحابة صدر ، و لم يهزهم الانتقاد في كثير ، و تعاملوا مع الأمر كمزحة - على الرغم من عدم معرفتهم أنه كذلك بالفعل
أما الأغلب ، فمنهم من أبكاه الموقف ، و منهم من استفزه ليصب جام غضبه و سخريته و إحتقاره على مقدم البرنامج ، و منهم من كان على وشك ضربه
و بالرغم من طول ما سبق ، إلا أن هذه ليست نقطتنا ، ما أردت التحدث عنه هو مسألة ثقة المرء في ذاته و فيمن حوله
و تحديدا : ثقته في أصدقائه
كبداية ، و بشكل ٍ عام ، يمكننا القول أن أقل الناس قابلية للاستفزاز هم أكثرهم ثقةً في أنفسهم
أما بالنسبة للصداقة --- فلنقارن بين أربعة ردود أفعال لفتت نظري جدااا :
1-
غادة عادل ، و هي تمسح دموعها و تتنفس الصعداء و تؤكد أن الأمر كله مزحة ، عندما سمعت بأذنها (ال رأي ) السلبي المفترض لزوجها المخرج : مجدي الهواري فيها و ( عيوبها ) خاصة في العمل
لتؤكد بثقة أنهم اتفقول معه - لابد - ليقول هذا الكلام
2-
داليا البحيري بعد أن سمعت كلمات صديقتها السلبية عنها ، فتعلن بثقة و تساؤل : " انتو جبابرة --- تخلوا صاحبتي تكدب ؟ "
3-
بعض الممثلين و قد أربكهم كلام أصدقائهم عنهم ، و حيرهم ، و جعلهم أكثر حذرا و تحفظا في الكلام ، و أكثر قابلية لتصديق ما يقال عنهم ، مع إبداء استعدادهم لإعادة النظر في علاقة الصداقة التي تربطهم بهؤلاء الأشخاص
4-
أصحاب صيحة : " عليا و على ( أصحابي ) يارب " ، و الذين يبدأون في عملية هجوم مضاد على ( الصديق ) الذي قال عنه هذا الكلام ، و إخراج ( الدفاتر القديمة ) و التنقيب فيها : و
( إذا كنتوا نسيتوا اللي جرا ، هاتوا الدفاتر تنقرا )
و الدخول في شبه وصلة ( ردح ) ، لا يدرك فداحتها و استدراجه إلى الفخ إلا في نهاية البرنامج ، ليبدأ في تقديم إعتذاراته و تأسفاته الكثيرة و تراجعه عن كل ما قال
لكن هيهات ، فلا يمكن استرداد الكلمات بعد التلفظ بها
أعتقد أن مثل هذه المواقف قد نتعرض لها بشكل ما في حياتنا الشخصية
" صاحبتك ؟ دي عملت كذا و كذا -- دي بتقول عليكي كذا و كذا "
إختبار قوة الصداقة أعتقده يكمن في رد الفعل على مثل هذا الموقف --- هل يصدق المرء أن ( صديقه ) يمكن أن يفعل هذا التصرف أو ذاك حقا ؟ أو أن يقول عنه هذا الشيء حقا ؟
بالنسبة لي ---
تخيلت نفسي - كما هي العادة - في الموقفين :
- أن يقال لي بجدية - و ربما من شخص موثوق به - أن إحدى صديقاتي فعلت كذا ، أو قالت عني كذا و كذا
أو
- أن يقال لهن عني : إنها تفعل كذا ، أو تقول كذا
وجدت أني من الممكن جداا أن أصدق هذا الكلام - مع إحالته لحسن النية - لو أنه قيل لي عن أحد أقاربي ، أو أسرتي ، أو حتى أمي أو أبي نفسيهما
و أعتقد أيضا أن العكس قد يكون صحيحا
لكن ليس أصدقائي أبدا
الثلاثاء، أكتوبر 16، 2007
في أمريكا ---- عندما تهرب من غيابٍ مقيم في حضوره
تتعلق عيناي بهم ، و بتلك الكاميرا في يد الصغيرة --- لم يكن ثمة مشهدٍ مثير أو آخذ للأنفاس ---- لكن يدي تسمرت على الريموت رافضةً استكمال الترحال
هل هي حاسة سابعة تقود المرء نحو الأفلام الجيدة ؟ أم هو ذاك التميز بإبداع " جيم شيريدان " الذي يشع من تفاصيل صغيرة ، بسيطة ، صبورة ؟
أكان ممكنا التوقع بأن رحلتي مع تلك الأسرة الأيرلندية الصغيرة دخولاً إلى أمريكا ستحمل كل هذه المشاعر ، الذوبان ، و كل تلك الدهشة و ذاك الانبهار اللذان تمنحهما مقطوعةٌ خالصة من الفن الذي ينبض بالحياة ؟
تتقاطع الظلال و خطوط الضوء و نقاطه في عبث الصغيرة " كريستي " بالكاميرا و هي تحكي لنا كيف أن أخيها الصغير " فرانكي " أخبرها أن كل ما لديها هو
تنتقل الأشكال غير الواضحة للظلال و الضوء أخيرا إلى أول شيء ملموس يظهر بالفيلم : إنه العلم الأمريكي
لقد وصلنا إلى أمريكا
" تذكروا ---- نحن في أجازة "
بلهجةٍ تحذيرية جادة ينبه الأب على أسرته ، يوقف حرس الحدود السيارة ، و بضعة أسئلة عن الأسرة و سبب القدوم إلى أمريكا
" ثلاثة " ---- بتلقائية يشوبها التوتر يجيب
" اثنتان " --- بانفعال و غضب مكتوم متوتر تصحح الأم
" اثنتان " -- يستدرك الأب
" فقدنا واحد "
و تستنجد " كريستي " ب " فرانكي " أن يساعدهم في الدخول لأمريكا
هاهي ذي قد استنفدت أولى أمنياتها الثلاث
و يسمح للسيارة بالدخول إلى الأرض الأمريكية
يُلقي المشهد بأسئلته :
من هؤلاء ؟
و لماذا هم حقا قادمون إلى أمريكا ؟
و لم هذا التوتر و الارتباك البادين عليهم ؟
لماذا " أمريكا " ؟
أسيكون الفيلم تنويعا آخر مثلا على وتر " الحلم الأمريكي " ؟ أم تصادمٌ من نوع ما ننتظره من ثقافتين بينهما قدرٌ من الاختلاف ؟
أم ربما هو كشفٌ عن المجتمع الأمريكي من خلال هذه الأسرة الأيرلندية ؟
تتوالى المشاهد لتُبدد بشكلٍ كبير توقعاتي المسبقة
نلاحق رصد " كريستي " بكاميراها و كلماتها البسيطة من حين لآخر ل كفاح الأسرة من أجل الحصول على سكن --- على عمل --- من أجل شيء من التكيف مع جيرةٍ غريبة الأطوار و خطِرَة أحيانا ---- ضد حرارة " مانهاتن " و رطوبتها التي لم يعتادوا عليها -- ضد المتسولين الصلفيين اللحوحين و المُهدِدين أحيانا بالعنف -- من أجل الفوز بدُمية " إي - تي " للصغيرة " آريال "
/ التي يجازف الأب و الأسرة كلها أمامها بنقود المعيشة و إيجار المنزل - و في خلفية كل هذا لمكافحة شيء غامض يُلقي بثقله على حياتهم ، تعاملاتهم ، و على شخصياتهم
" * Give me the rent money.
- What?
* Give me the rent money.
- Johnny, please don't do this to me tonight.
* I can't lose in front of the kids again, Sarah."
و مع فوز الأب بالدمية تأتي نغمة الخلفية إلى المقدمة واضحة تماما : إنه فقدان الصغير" فرانكي " ، و شعور الأب بالذنب لأنه لم يستطع اللحاق به قبل سقوطه --- سقط " فرانكي " لتُبنى مع سقوطه أسوار بين أفراد الأسرة كلها
و مع فوز الأب ، يظهر إحساسه الذي صاحبه من أيرلندا مرورا ب كندا إلى أمريكا بالفشل و قلة الحيلة
و يحاولان التغلب عليه
في نوع من المواجهة هو و زوجته
يغلقان أعينهما ليستطيعا الاقتراب من أحدهما الآخر منذ زمن
ليتكون جنينٌ آخر
و يبذر " شريدان " بذرة أخرى يتعهدها - كعادته ذات التفاصيل الصبورة - حتى تنمو حتى نهاية الفيلم
نتابع محاولات الصغيرتان للتأقلم في المدرسة حينا و لضيقهما من اختلافهما عن باقي أقرانهما حينا
و محاولتهما التفاعل مع المجتمع الأمريكي و عاداته حينا
في جمل غاية في البساطة و العمق معا
ليحمل لنا عيد الهالويين جزءا من كفاح الطفلتين للشعور بالطبيعية وسط مجتمعهما الجديد من ناحية، و ليكشف لنا عن رأيه المفعم بالسخرية في الطبيعة الأمريكية التي " تهدد ، و تأخذ عنوة " لا أن " تسأل المساعدة " ، و لينسج لنا " شريدان " من خلاله علاقة جديدة غاية في التفرد و الكشف للأسرة مع "ماتيو " جارهم الأسود الذي يحتفظ بابه بعبارة
"Keep away."
ليكتشف كل منهما نفسه في ضوءٍ جديد
تتوتر المشاهد و تتجادل في حرفية مذهلة
فشل الأب في الحصول على عمل بالتمثيل
خطورة الجنين على صحة الأم
و إصرارها على الاحتفاظ به
و على الشعور به يتحرك داخلها
يأس الأب ، و رفضه لمجاراة الأم و لو من أجل الصغيرات
و عراكه مع " ماتيو " لجملته المتفائلة التي تسير على ضوئها بقية الأسرة :
will bring its own luck.
في مشهد مذهل و حوار غاية في البراعة
نكتشف على إثره
فقدان الأب لإيمانه
و لذاته نفسها مع فقدان " فرانكي "
و غضبه تجاه غبطة " ماتيو " له و لأسرته الصغيرة
و نكتشف ذاك الكيان النوراني الذي يختبيء خلف سواد لون
" ماتيو " الذي يحتضر و مع ذلك يعشق كل ما في هذه الحياة و يمتن له
و يمتن لدقائقه فيها
سقوط " ماتيو
و مواجهته بشجاعة مع الموت
و تماسه مع " فرانكي "
ثم كلماته المتماسكة - التي تعلن انتمائه للجهة الأخرى من الحياة - للصغيرتين
Inspiring Scenes from the movie
لحظات الأسرة المتوترة داخل المستشفى
احتياجهم الشديد للمال
من أجل مدرسة الطفلتين
و من أجل المستشفى
ضعف الأب و عجزه عن تلاوة الصلوات للطفلتين وقت النوم في غياب الأم
و شعور الصغيرة " آريال " بالغربة عنه وتنكر معرفتها له طالبةً أمها و أبيها
لحظة ميلاد الطفلة
و الحاجة لنقل دم للأم و تغيير دم لطفلتها
مواجهة الأم لحقيقة موت " فرانكي " و ثورتها تحت تأثير البنج - التي كانت تخبئها سابقا من أجل الطفلتين - ، و اعترافها - الذي كانت تنكره سابقا - باللوم لزوجها و تحميله مسؤلية موته ، و هي على وشك فقدان جديد
قرار " كريستي " بإعطاء الطفلة الوليدة من دمها
و هي تعلن في وضوح أنها تحمل هذه الأسرة منذ أن مات فرانكي
اعتراف الأب للعنه لله عندما مات صغيره
و إدراكنا معه لكونه لم يلعن سوى ذاته
When he died, I cursed God.
I told him, "You'll not see these snotty tears
running down my cheeks ever again."
So now I can't cry.
و يهدأ التوتر مع مولد الطفلة و حياتها
و حياة الأم
و اكتشاف الأسرة لدفع " ماتيو " فاتورة المستشفى كاملة قبل موته
و قبول الأب أخيرا في دور بالمسرحية ، فهاهو ذا قادر على الحياة، و الاحساس مرةً أخرى
و طلب " كريستي " لأمنيتها الثالثة
و هي تدفع أبيها للوداع الرمزي ل " فرانكي " و " ماتيو "
كما تفعل أختها " اريال "
بالتلويح لهما من الشرفة
لتزول لعنته أخيرا ، و يستطيع البكاء
(Christy) It was as hard for Frankie
to smile when the tumor was malignant
as it was for my dad to cry after.
But they both managed it.
Saying Goodbye to Francky
و لتُغلَق كاميرا " كريستي " أخيرا ، و هي تقرر أن تمحو صورة " فرانكي " منها لتحتفظ بها في عقلها
و تستطيع التعامل مع واقعها بحرية
دونما حواجز يضعها الماضي بأحزانه و مفقوداته
***************************************************************8
كلما شاهدت الفيلم ، كلما شعرتُ بالتطهر
و بالتسامح مع كل ما مضى و كل ما هو آت
و كلما اعترتني تلك الرجفات الداخلية العنيفة مع جمل الحوار،
الموسيقى ،
الأداء المذهل للكاست و لا سيما للطفلتين " سارة بولجر " و " إيما بولجر "
"
،
مع المشاهد الموضوعة تماما في مكانها و التي تكشف جزءا فجزءا عن ملامح المكان ، الأحداث الماضية ، و الأبطال ، و يسيطر فيها ما هو خفي على ما هو حاضر
الديكور الذي شكل لنا شخصية " ماتيو " دونما كثير من الكلمات معه أو كثير من المشاهد التي يكون فيها
و الذي شكل لنا حالة الأسرة تماما و جعلنا نتفهم معاناتها المادية التي تحالفت مع معاناتهم المعنوية الشديدة
مع كلمات الصغيرة " كريستي " و كاميراها الراصدين بدقة و شفافية للأحداث
و كلما ازددت إيمانا بعبقرية مؤلف القصة و المخرج و السيناريست
" جيم شريدان "
الذي لم يدع تفصيلة إلا و حمَّلها بشحنة عالية و منحها دورها و أهميتها في جسد الفيلم
حتى عنوان الفيلم الذي كُتب في البداية بحروف صغيرة
small
هكذا
in america
مما جعلني أتعجب
لأكتشف في النهاية أن حتى هذه التفصيلة الصغيرة
مقصودة لذاتها
فطغيان ماضي هذه الأسرة الهاربة منه
على وجودهم في أمريكا الذي لا ينجح في انتزاعهم من قسوة الماضي بذاته
و كأنهم يقولون لنا : بداية الجملة ، و بداية العنوان الحقيقيان يقعان قبل هاتين الكلمتين
in america
و كأن الأسرة نفسها كانت تحاول حذفا لما قبل هاتين الكلمتين بدخولها إلى الأراضي الأمريكية
فإذا بها تفجأ به وحشا يلتهم كبرياء الحرف ال " كابتل " لأمريكا : العنوان ، و الاسم العلم
Solo