الأربعاء، مايو 19، 2010

أعترف ؟

إحساسٌ مختلف تماما و أنا أبحث في ذلك الموقع الاجتماعي الذي يعنى بتبادل الخبرات الحياتية ، و أهتم بترك تعليقات ما على أسئلة أعضائه أو تجاربهم أو مخاوفهم ...
استغربت كثيرا بأني فقدت هذا الإحساس منذ زمن بعيد في عالم البلوجز و المدونات ، و لم يفلح في استعادته الفايس توك بأي شكل من الأشكال ...
ربما لمجال ذاك الموقع ذاته ، و تركيز هدفه على تبادل الخبرات و المشكلات و الحلول في الحياة .. بعيدا عن ما يحدث في السياسة ، أو الأدب أو الفن أو أي شيء سوى الحياة ببساطتها و مشكلاتنا ما كبر منها و ما صغر ..
لفت انتباهي جدا جزء خاص في هذا الموقع يعني بالاعترافات و كشف الأسرار ...
هل لديك اعتراف تود تسجيله أو سر تريد كشفه ، اعترف الآن :)
فكرت بأن ثقافة الاعتراف قد شملتنا منذ فترة ، و أننا تغيرنا كثيرا كمجتمع عن ما كناه سابقا ... نعم الموقع أجنبي ، لكني فكرت في الحال في أشياء أخرى ، في أن النت في ذاته ، عالم المدونات و ربما المنتديات من قبلها ، و ذلك البراح اللانهائي الذي يمكن للإنسان من خلاله "الفضفضة " أحيانا ، و الاعتراف أحيانا أخرى بما قد اقترفه ربما ، بمشاعره حتى تلك السلبية منها و التي ما كان يجرؤ بالإفصاح عنها من قبل ربما ، بمشاكله و الضغوط التي يتعرض لها ربما ، بحكي ما عن ذاته أو عن من حوله قد لا يعرفه أحد ربما ...
و عندما طبقت الأمر على نفسي بشكل خاص أجد أني لفترة من الفترات كنت أفعل هذا بالفعل في البلوج ، و كم كان هذا مؤلما لي وقتها ، و مريحا لي بشكل ما بعدها ، و ربما مغيرا في نظرتي للأشياء ذاتها بعدما قمت بنشرها على الملأ ...
نعود لفكرة ثقافة الاعتراف ... مثلا لعبة الزجاجة الدوارة ... تدور الزجاجة بين الجمع لتشير إلى من يسأل من ، و غالبا تكون الأسئلة و الإجابات صريحة للغاية ، و صادمة أحيانا ، و شخصية جدا ... و الاسم لعبة ...
هل هي لعبة أم محاولة من محاولات الاعتراف و مواجهة ما يخشاه الإنسان من ظنون الآخرين من حوله عنه ، و بعض من جرئة باسم اللعب ليكشف بعضا من مشاعره و أفكاره و توجهاته نحو الآخرين ؟
هل لدي إعتراف أريد أن أسجله أو سر أود كشفه ؟
منذ فترة طويلة ، عدة سنوات يعني ، كنا نتناقش أنا و صديقتي المقربة عن فكرة "السر" ... و ما هي الأسرار التي قد لا يريد المرء للآخرين معرفتها ...
لا أعرف تحديدا ما الذي أوصلنا لنتيجة مفادها أنه لا يوجد أسرار سوى الأسرار الحربية و العسكرية لدولة ما فقط ...نعم ، هناك خصوصية في أن يعرف شخصا ما شيئا ما أو لا يعرفه ...
لكن نحن كبشر عاديين جدا ... لا مكان لشيء اسمه سر .. فالأسرار غالبا ما تحوي خلفها غرفا مظلمة ينبغي فتحها لإخراج العناكب و الأتربة و الخفافيش ... و كل سر يحتوي غالبا عناكبا و أتربة و خفافيش ...
ربما وقتها قمنا بتبادل الكثير من الأفكار و الاعترافات و الخبرات التي كنا نعدها بشكل ما سرية ... حتى مشاعر النقص التي كانت تعتري المرء أحيانا اتجاه أحداث ما أو أشخاص ما لم نكن لنخفيها ...
كلما قمت بالتقليب في مذكراتي القديمة ، أجد الكثير من الاعترافات المثيرة للاهتمام ، خاصة و كونها تحمل قدرا لا بأس به من الألم أو تجريح صورة الذات ...
ربما لهذا لم أجد إعترافا يمكنني المشاركة به هناك .. فليس ثمة غريب أو جديد في عالم الاعترافات ...

هناك 3 تعليقات:

مصطفى عبدربــه يقول...

يُقال أن فكرة الشات نابعة أساسا من فكرة الاعتراف أو الفضفضة
بمعنى إننا بنفضفض مع ناس لا نعرفهم ولا يعرفونا ، عشان لو ده حصل مع حد نعرفه هنبقى ف قمة الخجل لو شفناه او اتكلمنا معاه وهو عارف عننا السر ده !

بعيدا عن كده الكتابة الابداعية ذاتها نوع من السايكوثيرابي أو الفضفضة في أي شكل كانت ، وتيجي المدونات عشان تقف في المنطقة الوسطى اللي بتجمع الاتنين

الفضفضة أو الاعتراف والكتابة الابداعية ولو كانت ف شكل خواطر

بس في النهاية
مش كل الأسرار ينفع تتقال
مش عشان فيها حاجة مشينة لا سمح الله
بس عشان في حاجات بتاعتنا احنا لوحدنا بس متخصش حد تاني ...

تحياتي

Mustafa Rizq يقول...

أومن بوجود تلك الغرف المظلمة في الخلف، كما أومن أن هناك من الأشياء مالا يجب على المء حتى التحدث عنها لنفسه بصوت عال.

شغف يقول...

مصطفى عبد ربه :
ما احنا قلنا : مش أسرار ، بس خصوصيات مش لازم كل من هب و دب يعرفها ... وحتى لو اختار حد انه يكشف أحد تلك الخصوصيات ، حتى لو ما حدش فهمها أو قدرها .. فأكيدهياخد حاجة من ورا الكشف ده لنفسه : من منطلق حاجته للاعتراف بالشيء ده ...




M.R :

أؤمن - عكسك - بأن على المرء أن يفتح غرفه المظلمة بنفسه و يطل عليها ... مهما تكبد من خسائر و آلام و خربشات من خفافيش تلك الغرف ... المعرفة قوة .